آية خضر جحا، تبلغ 25 عاماً، تخرجت من تخصص ترجمة لغة إنكليزية من جامعة غزة عام 2013، لم تحصل على أي فرصة عمل في الترجمة نظراً للظروف الحالية في قطاع غزة، لكنها حالياً متخصصة في رسم الشخصيات وتحاضر في عدد من ورش العمل والدورات برسم الشخصيات.
كانت في صغرها تقوم برسم شخصيات الإنمي الكرتونية اليابانية، لكنها لم تستطع التسجّل بالكلية الوحيدة للفنون الجميلة في غزة بجامعة الأقصى لبعد الكلية عن منزلها، ولبت رغبة أسرتها في دراسة الترجمة. لكن رغم ذلك، لم تقطع متابعتها للرسومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ممارستها.
بعد التخرج مباشرة، بدأت في منح طلاب المدارس دروس تقوية باللغة الإنكليزية. لكن انطلاقتها في الرسم كانت مع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من يوليو/تموز عام 2014، وتحديدا عندما رسمت ثلاث شخصيات تحبها، وهي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والروائي غسان كنفاني والشاعر محمود درويش. استمرت في الرسم رغم كل العدوان الصعب وبعده، وعندما قامت بأخذ دورة في رسم الشخصيات رفض مدرب الدورة استمرارها وكان يقول إنها تستطيع منح الدورات وليس الحصول عليها.
شهادة دفعتها لمنح دورات متخصصة في رسم الشخصيات للطلاب، هو عدم وجود دورات احترافية في رسم الشخصيات، وبدأت في شهر يونيو/ حزيران 2015 في منح أول دورة لها في جمعية نساء عربيات من أجل القدس، وجهزت منهجاً خاصاً فيها بعد الاستشارة الكاملة التي حصلت عليها في استطاعتها منح دورات بشهادة من فنانين فلسطينيين. وخرجت بعد شهر واحد 27 طالبا يمارسون حالياً رسم الشخصيات في المعارض بغزة.
تقول لـ"العربي الجديد": "تجربتي قصيرة في منح الدورات بالرسم، لكن تعليم الفنون في مدارس غزة سيئ جداً من حيث الجودة، إلى جانب أن معظم الطلاب يعانون من الحرمان من تلك الحصص نتيجة منح معلمي المواد الأخرى تلك الحصص للاستفادة منها في المواد الأكاديمية، وهكذا يجد طلاب المدارس شغف الرسم عندي في الدورات".
وتعتمد آية في تدريس رسم الشخصيات على منهج أعدته بنفسها بفضل مراجع باللغة الإنكليزية حصلت عليها عن طريق الشبكة العنكبوتية، وساعدتها المعرفة الجيدة باللغة الإنكليزية في ترجمة المراجع الحديثة في الرسم، لأنها لم تجد مراجع عربية في رسم الشخصيات كافية لتطوير النهج العلمي في الرسم.
موقع "يوتيوب" كان أحد المواقع التي ساعدت في تنمية قدرات آية في رسم الشخصيات من خلال معرفة طرق التظليل والرسم، وبدأت تتوسع في دائرة علاقاتها من خلال التواصل عبر الفسيبوك مع رسامين تستفيد من تجاربهم ولوحاتهم الفنية، وترى أن "رسم الشخصيات تحتاج لوقت طويل لإتقان تفاصيل الشخصية والقياسات والتظليل والألوان والتناسق بالملامح، وتفوق صعوبة عن أنواع الفنون الصامتة والحية".
قامت آية بتخريج 30 فوجاً من الطلاب البالغ عددهم أكثر من 700 طالب تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و50 عاماً، وتألف الفوج الأخير لها من المتدربين من 150 طالبا، من بينهم أطباء ومحاضرون في الجامعات يهوون رسم الشخصيات، إضافة إلى خريجين من طلاب المدارس والأطفال.