امرأة ممتلئة.. عالم ضيق
أطلقوا عليّ اسمي مثل رصاصة
انتزعته من أفواههم..
وسمّيتني.
*
(كلوديا نيكولا كارول أو ..كارولين .. من اقترب قليلاً قال: كلوديت؛ لم يحفظ أيٌّ من الجيران اسمها.. ولم يسبق أن رأى أحدهم شرفتها مضاءة..
لم تكن لتفتح الباب لأي أحد.. لم تشعر يوماً بالفضول لمعرفة من يطرق بابها لم تنتظر أحداً ولم تدع أحداً
وكلّما اِلتقت الجارات صعوداً أو هبوطاً عند باب بيتها سألت إحداهن الأخرى إن كانت قد رأت كارول - لتصحح لها الثانية: كارولين .. ليقول الجار الحذق وهو يصعد الدرجات غاضاً البصر: اسمها كلوديت - أستغفر الله!
لم يحفظ أيٌّ من الجيران اسمها.. ولم يرَها أحد ..
حين وجدوها ميتة على أريكتها الجلد لم يتعرف عليها أحد كذلك.
قالت إحدى الجارات: ربما ماتت من البرد - وهي تنظر للقوس المفتوح كشبّاك، علّقت الأخرى: ربما قتلها عشيقٌ أو أخٌ - وهي تختلس النظر الى قميص النّوم القصير على الأرض..
أضاف الحذقُ وهو يمسك بالزجاجات عن الطاولة: قتلها الكحول! تفوح منها رائحة الفودكا لا الموت!
كانت يابسة مثل غصن وقع عن شجرة
قالت الجارة الطيبة: صغيرة تبدو على الموت!
استدركت الأخرى: تبدو في الأربعين..
قال الحذق وهو يتفرّس رقبتها: هذا عنقٌ في الثلاثين.. (أستغفر الله)
لم يعرف أحد، لم يخطر ببال أحد أن الحياة فقط كانت ضيقة عليها، فاختنقت.
*
عندما نثروا الأسماء في غرفِ الولادة، رأيت اسمي يسقط على جبهةِ طفلةٍ أخرى
لَم تكن يديّ تصلُ الى مَهدها لأستردّه
الممرّضة ذات الوجه الطّويل لم تعرف أنني كنتُ أبكي خلفَ موسيقى اسمي التّي غابت حين غادرت الطفلة وبقيت أنا في الخداج.
عندما نَمت أظافري.. خدشتُ ماكتبوه فوق ناصيتي..
وَسِرتُ بلا اسم
حتّى وجدته..
إلى الآن، كلما شعرت برغبةٍ في الرقص
خلعته.. ورقصنا معاً.
سقوط حر
لماذا أُحبّك؟
هل ستكفّ عن السّؤال إنْ قلتُ: لأنّك لستَ مثلهم؟!
لأنّك بسيطٌ ولا تُشبهني..
لأنّك تفضّل قهوتك حلوة ولا تغرق بالمرارة كما نفعل نحن.
لأنّك تبكي معي حينَ يقطعون رأس حبيبة وليام والاس ونحن نشاهد "القلب الشجاع" للمرة الألف. لأنّك لا تدّعي أن صوت سارية السواس حين أُناكفك به يجرح أذنك الموسيقية..
أحبك لأنك لا تدّعي أنك تحبني، بل أصيدها في عينيك كسمكة.
*
هيا نقفز يا حبيبي، الهاوية جميلة ومغرية..
تعال انظر..
لا نستطيع أن نرى آخرها
سنظلّ نحلّق الى الأبد..
الهاوية هي الأبد يا حبيبي..
تعال، تعال نقفز..
أو.. فلنتزوج!
*
تَقفُ على باب بيتنا كما في أفلام السّبعينات، تنتظر أمك وقريباتها يلجنَ البيت..
تشعل السيجارة وراء الأخرى، تشدّ جاكيتك في البرد عليك أكثر..
تتصل بي عشر مرات من تحت الشباك، لتسأل: لمَ لم أسمع صوت الزغاريد الى الآن؟