وقالت الهيئة، اليوم الخميس، في بيان، "قررت الهيئة بموافقة جميع أعضائها عدم السماح للهلال الأحمر السوري ومكتب الأمم المتحدة بدمشق، بإدخال الباصات إلى المخيم بأي شكل من الأشكال".
وطالبت الهيئة، وفد الأمم المتحدة "بعدم الابتزاز والضغط على أهالي المخيم" مؤكدة أنّها "لن تقوم بمنع أي شخص يرغب بالخروج إلى مناطق سيطرة النظام السوري".
واشترطت أن "يتم نقلهم بشاحنات إلى طرف حدود منطقة الـ55 كيلومتراً، كما خرجت القوافل السابقة"، قائلة "لن نسمح لنظام (بشار) الأسد أن يستغل دخول الباصات لتضليل الإعلام العالمي بهذه الحركة الخبيثة والدنيئة".
هيئة العلاقات العامة والسياسية لمخيم الركبانWednesday, 11 September 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
من جانبه، قال الناشط الإعلامي في مخيم الركبان عماد غالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان، ومجلس عشائر تدمر والبادية في مخيم الركبان، يرفضون دخول حافلات النظام للمخيم خشية أن يستثمر هذا المشهد إعلامياً، وتصوير من بقي في المخيم على أنّهم إرهابيون".
وأضاف غالي: "اقترحت الهيئة ومجلس العشائر أن يتم نقل من يرغب بالانتقال إلى مناطق النظام، عبر السيارات إلى نقطة جليغم، وهي نقطة خارج منطقة الـ55".
وحول سبب هذا التغيير، حيث كان مطروحاً أن يتم نقل الراغبين بالخروج من المخيم باتجاه مناطق النظام عبر الشاحنات التي أدخلت المساعدات، أوضح أنهّ "بحسب ما فهمنا من الأمم المتحدة، كان من المفترض إدخال سيارات أو التعاقد مع سيارات من المخيم، لكننا فوجئنا بأنّهم طلبوا إدخال حافلات، بعد نحو 10 أيام من إدخال المساعدات، الأمر الذي قوبل بالرفض".
من جهته، قال أبو محمد الحمصي من سكان المخيم، لـ"العربي الجديد"، "بعد سنوات من الحصار عشنا خلالها أياماً مرّة بكل ما تعني الكلمة، جراء الجوع والعطش والمرض وقلة الدواء، يريد النظام اليوم نقل من لم يعد يستطع احتمال كل تلك المعاناة، بالباصات الخضراء سيئة السمعة، والتي كانت وسيلة تهجير عشرات آلاف السوريين من المناطق التي سيطر عليها النظام بعد إخضاعها للحصار الشديد".
ورأى أنّ "النظام يحاول أن ينتقم من السوريين بكل فرصة، فهو يريد أن يقدم الأشخاص الذين أنهكهم الجوع والمرض والعيش في منطقة قد تكون الأسوأ في سورية، من جهة طبيعة البيئة الصحراوية فيها، أو جراء عدم توفر أبسط مقومات الحياة، على أنّهم هُزموا وعادوا ليعيشوا تحت سطوة النظام، كما فعل مع السوريين في باقي المناطق، التي تم التخلي عنها من جانب المجتمع الدولي، لتكون فريسة سهلة للنظام".
ودخلت لجنة الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري، في نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، إلى المخيم لإجراء استطلاع حول عدم خروج من بقي في المخيم إلى مناطق سيطرة النظام بناء على الاتفاق الذي جرى في وقت سابق، والذي ينصّ على استقبالهم في مراكز إيواء في ريف حمص إلى حين استخراج أوراق رسمية لهم وتسوية أوضاعهم ومن بعدها نقلهم إلى مناطقهم.
وأصرّ معظم هؤلاء السكان على رفض هذه التدابير، مطالبين بفتح معابر آمنة لهم للانتقال إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري.
وقالت مصادر من مخيم الركبان، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب خاصة، لـ"العربي الجديد"، إنّه "من المتوقع خروج نحو 150 عائلة إلى مناطق النظام أو أقل، في حين يوجد في المخيم نحو 12 ألف شخص".
وأضافت "من بقي في المخيم لديهم مطلب واضح؛ إما أن يتم نقلهم عبر ممر آمن إلى الشمال السوري، أو أن يفك الحصار عنهم ويسمح بطريق تجاري دائم، إضافة إلى تقديم مساعدات بشكل منتظم".
يشار إلى أنّ مخيم الركبان أُقيم، قبل نحو خمس سنوات، من قبل الهاربين من الأعمال العسكرية في ريف حمص والبادية وريف دمشق وغيرها من المناطق السورية، على الحدود السورية الأردنية، وتخضع لسيطرة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ضمن ما يسمى "منطقة الـ55".