أعاد الهجوم الذي تعرض له حرس الحدود الأردني، وأدّى إلى مقتل عدد منهم، فتح ملف مخيمات اللجوء السورية على الحدود الأردنية، وخاصة مخيم الرقبان، الذي يعيش قاطنوه أوضاعاً مزرية، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق بين مخيمات اللجوء السورية في محيط دول الجوار.
ومازال مخيم الرقبان بعيداً عن عيون الإعلام العربي والعالمي، ويقع في البادية السورية على الحاجز الترابي الفاصل بين الأردن وسورية قرب الحدود العراقية، ويبعد عن أقرب تجمع سكاني حوالى 120كم هو مدينة الرويشد في أقصى شرق الأردن، مما يجعل الوصول إليه وتقديم المساعدات أمراً صعباً للغاية، بينما ترفض السلطات الأردنية إدخال هؤلاء اللاجئين بحجة المخاوف الأمنية من تسرب إرهابيين معهم.
وبدأت منطقة الرقبان بالدخول إلى حياة اللاجئين، بعد أن توجه الآلاف من السوريين القادمين من محافظة درعا إلى الأردن، حيث بلغت أعداد اللاجئين ذروتها في صيف 2012، عندما كان يصل للمنطقة بضعة آلاف من اللاجئين في الليلة الواحدة، قبل أن تقرر السلطات الأردنية عام 2013 إغلاق كافة معابرها الحدودية في وجه اللاجئين السوريين باستثناء كل من معبر الرقبان ومعبر حندلات.
وتحولت المنطقتان إلى المكان الآمن الوحيد للاجئين السوريين، وبالذات الفارين من درعا، قبل الهدنة الأخيرة في المحافظة، لينضاف إليهم الآلاف من اللاجئين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حمص الشرقي من كل مدينة تدمر، مهين، القريتين، حوارين السخنة وكذلك من كل من محافظتي الرقة ودير الزور، بعد أن تقطعت بهم السبل، سواء نحو المخيمات المتواجدة على الحدود التركية أو الحدود اللبنانية.
وتشير التقديرات إلى أن عدد قاطني المخيم ارتفع، خلال الشهرين الماضيين، إلى الستين ألف لاجئ، وتقع المنطقتان أي الرقبان والحندلات في وسط صحراء صخرية جافة للغاية، حارة في الصيف شديدة البرودة في الشتاء، حيث لا يتواجد أي تجمعات سكانية سوى عشائر البدو المتناثرة وتشح مصادر المياه، لتبدو المنطقة كالجحيم.
ويتلقى كل لاجئ سوري مسجّل في الأمم المتحدة النزر القليل من المساعدات، حيث تقدم منظمة الهجرة الدولية 150 ألف قطعة خبز يومياً، وتسير منظمة الطفولة (يونيسيف) أسطولاً من الشاحنات لنقل المياه إلى المخيم، برحلة تستغرق خمس ساعات من مدينة الرويشد الأردنية.
وتنتفي الخدمات الصحية تقريباً، بينما تضيق السلطات الأردنية الخناق على منظمات الإغاثة التي تحاول دخول المخيم، كما تمنع إدخال هؤلاء اللاجئين إلى أراضيها.
أما من الناحية الأمنية، فيعاني المخيم من قصور كبير، حيث لا يتواجد فيه إلا حوالى خمسين من عناصر كتيبة أسود الشرق المدعومة أميركياً، والتي تتلقى السلاح والعتاد من غرفة عمليات الموك في الأردن، بما في ذلك سلاح تاو المضاد للدبابات.