لم يعد يحتاج المواطن العربي إلى متابعة أي برنامج كوميدي ساخر، بوجود الصفحات الساخرة والنقدية على "فيسبوك". فمع كل حدث تنشط هذه الصفحات ساخرةً من الواقع السياسي، أو من ظاهرة اجتماعية، أو أي حدث يطرأ على المجتمع أو البيئة اللذين يعيش فيهما. وآخر هذه الفيديوهات والصور الساخرة حادثة البرلمان الأردني الذي اشتهر بوسم "#اقعدي_يا_هند".
منذ أسبوع تقريباً، نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شجار في المجلس النيابي الأردني، بين النواب. واحتدم النقاش بين النائب هند الفايز والنائب يحيى السعود، فبعد أن تحولت الجملة الشهيرة "اقعدي يا هند" إلى أغنية، تعود إلينا الجملة اليوم بلسان 7 جنسيات تنطقها باللغة العربية. وبعضهم من قال الجملة وهو يضحك ومنهم من قالها وكأنها شعار ثوري.
أصبحت الطاقات الكوميدية أبرز الظواهر الاجتماعية في العالم العربي، بسبب الواقع السياسي الذي يعاني من الفساد، ونقص في ثقافة احترام الإنسان أولاً، والتمييز الجندري الذي يحكم أغلب البلدان العربية. هذه الأحداث السياسية الاجتماعية تشكل محتوى غنياً للكوميديين العرب والأجانب حتى، وليس غريباً أن تدخل جملة "اقعدي يا هند" إلى الحقل المعجمي الكوميدي الناقد عند الكوميديين الغربيين، وربما يستعملها الكوميدي الإيراني "ماز جبراني" أو المصري "أحمد أحمد" في عروضهم المشهورة حول العالم.
هذه الكوميديا اليومية التي تحمل رسائل مبطنة تنتج للعالم العربي أفكاراً ثورية تستطيع أن تنتقد الحكام، والأنظمة القمعية، وهذا ما حصل في مصر، الشعب الذي حوّل الكوميديا إلى أداة سياسية ثار فيها على النظام وحكم العسكر. هذه الأداة التي قُمعت كثيراً من الإعلاميين أمثال باسم يوسف.