لا تزال قضية إغلاق مركز البشائر الطبي في مدينة طرابلس بشمال لبنان معلقة، بين تأكيد وزارة الصحة بأن قرار الإغلاق لا عودة عنه إلا بعد دراسة ملف المركز وتسوية مخالفاته من جهة، وبين إعلان مسؤولي المركز أن العمل سيعود خلال أيام، خصوصاً أنهم تعهدوا بإيقاف عمل الأطباء السوريين المخالف للقانون، مناشدين الوزارة بالعودة عن قرارها، خصوصاً أن المركز يقدم أكثر من 10 آلاف خدمة طبية شبه مجانية شهرياً.
التضارب في التصريحات تابعها "العربي الجديد"، وتحدث مع مدير مركز البشائر الطبي في طرابلس، الدكتور هشام سليمان، الذي اكتفى بالقول أن "الموضوع حل، والمركز سيعاود عمله خلال أيام".
لكن جورج العاقوري، المستشار الإعلامي لوزير الصحة غسان حاصباني، نفى في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" أن يكون القرار بإعادة فتح المركز والسماح له بمزاولة عمله قد اتخذ. بل أوضح أن "المسؤول عن المركز وقع تعهداً وقدّم طلب استرحام لدى الوزارة، ولم ينظر في طلبه بعد، ولم يتخذ القرار بإعادة فتح المركز".
وأشار العاقوري إلى أن وزارة الصحة "ستدرس طلب الاسترحام الذي تقدم به سليمان، وعلى ضوء دراسة ملف المركز، ولن يؤخذ بأي قرار قبل عودة وزير الصحة من السفر".
وسبق للمركز الطبي أن أصدر بياناً عقب إقفاله بالشمع الأحمر يوم 12 يوليو/تموز الجاري، اعتبر فيه أن "وزارة الصحة تضغط عبر ملف إنساني من خلال قرارها إقفال المركز". وأضاف أن "الحجة هي تشغيل أطباء سوريين مع العلم أن المركز تعهد قولاً وفعلاً بإيقاف كل الأطباء السوريين".
في المقابل أكد مستشار وزير الصحة لـ "العربي الجديد" أن "أسباب إقفال المركز لا تقتصر على عمل أطباء سوريين فيه بمخالفة القانون اللبناني، وإنما هناك مخالفات أخرى" لم يحددها. ونفى وجود أسباب سياسية تقف خلف قرار الإقفال، وهو ما أشارت إليه بيانات المركز، بأن القرار اتخذ مع أن المركز يعمل منذ ست سنوات.
وأوضح العاقوري أن "الوزارة تتابع عمل المراكز الصحية على الدوام، وتعمل يومياً على إيقاف أي مخالفة تعرف بوجودها بغض النظر عن الاعتبارات السياسية. وإقفال المركز حصل قبل أيام لأن الوزارة علمت بمخالفاته حديثاً". وأضاف: "هذه الإجراءات ليست موجهة ضد مركز محدد فالعديد من المراكز المشابهة تقفل يومياً، غير أن الأمر لا ينشر عبر الإعلام ويمكن لأي مواطن التبليغ عن أي مركز طبي مخالف لتقوم الوزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة".
وعن تضرر المرضى المستفيدين من خدمات المركز، الذين يقدم لهم المركز نحو 10 آلاف خدمة شهرياً وفقاً لتقديرات مديره، رأى العاقوري أن "جهات عدة يمكنها تقديم الخدمات الطبية للمستفيدين من هذا المركز". وقال: "يقسم المستفيدون من هذه المراكز إلى ثلاث فئات: اللاجئون السوريون الذين يمكنهم الاستفادة من خدمات الأمم المتحدة في لبنان. والسوريون المتواجدون بشكل شرعي في لبنان ويمكنهم الحصول على الطبابة من خلال شركات التأمين كأي أجنبي في لبنان. والسوريون الذين دخلوا البلاد خلسة وهؤلاء يجب ترحيلهم".
وبيّن أن اللبنانيين يمكنهم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مستوصفات أخرى مطابقة للمواصفات. وأكد العاقوري أن "الفئات المستفيدة جميعها يمكنها الاستفادة مجدداً من خدمات المركز المقفل، في حال أصبح شرعياً"، موضحاً أن "المجتمع الأهلي وجمعياته شريك أساس لمؤسسات الدولة شرط التزامها بالقوانين".