استمر الانقسام في لبنان، حول العلاقات اللبنانيّة ــ الخليجيّة، بين من يحمل "حزب الله" ووزير الخارجيّة، جبران باسيل، مسؤوليّة تردي هذه العلاقة، وبين من ينفي ذلك. وتجنبت المواقف تناول المستجدات الجديدة التي تمثلت بدعوة السعودية رعايا لمغادرة لبنان، وهو الأمر الذي قامت به الإمارات العربية أيضاً، معلنة تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان إلى حده الأدنى.
ورأت كتلة "المستقبل" النيابيّة بعد اجتماعها الأسبوعي، أن "الدور المتمادي لحزب الله في استتباع إدارات ومؤسسات الدولة والسيطرة على قرارها وتخريب علاقات لبنان الخارجية عموماً وعلاقاته العربية خصوصاً، أصبح يشكّل خطراً حقيقياً على حرية وسيادة لبنان، وعلى مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج".
وأضافت أن هذا "التخريب الذي يستمر حزب الله بارتكابه قد أخذ أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية، وزاد عليها بعداً خطيراً يتمثل بضرب علاقات لبنان بأشقائه العرب نتيجة سياسيات الحزب وحلفائه".
واعتبرت كتلة "المستقبل"، أن الحكمة تقتضي أن "يتوقف فوراً من يَتَعمد تخريب العلاقات اللبنانية العربية عموماً واللبنانية السعودية خصوصاً، عن التمادي في ارتكاباته المضرة بلبنان وبمصالح اللبنانيين".
وأشارت إلى "البيان الذي صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء، يوم أمس الاثنين، الذي "حاول وضع الأمور في نصابها لناحية تأكيد مرتكزات لبنان في السياسة الخارجية تجاه الدول العربية الشقيقة، ولاسيما لجهة الالتزام بالإجماع العربي، ولجهة التضامن مع المملكة العربية السعودية في وجه الاعتداء الذي تعرضت له بعثاتها الدبلوماسية في إيران، وكذلك الالتزام بالبيان الوزاري الذي نالت الحكومة على أساسه الثقة من مجلس النواب، والذي يشتمل تأكيد احترام إعلان بعبدا ولاسيما ما جاء في البند الثاني عشر منه".
وذكرت الكتلة، النواب اللبنانيين بضرورة "انتهاز الفرصة التي يتيحها تحديد موعد الثاني من مارس/ آذار المقبل لاجتماع مجلس النواب في جلسة انتخاب دستورية حسب الأصول الديمقراطية".
في المقابل، آسف تكتل "التغيير والإصلاح"، برئاسة النائب ميشال عون، لسوء استغلال موقف وزير الخارجية والمغتربين، رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، المؤيد من دون تحفظ لبيان الحكومة، فيما يخص علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج، واعتبر أن "موقفه كان أكثر تقدماً في هذا المجال".
وأكد التكتل، بعد اجتماعه، الأسبوعي، أن لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو من مؤسسي جامعة الدول العربيّة وعامل فيها، "على ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، وفي مقدمة دستورنا التي تنص على المبادئ التي تؤلف الأركان الثابتة لنظامنا السياسي وعقيدتنا الوطنية والقومية".
اقرأ أيضاً:السعودية تطلب من مواطنيها مغادرة لبنان..والإمارات تمنع من السفر
وطالب التكتل بألّا يزايد أحد عليه في الحرص "على المملكة العربية السعودية ودول الخليج من منطلق أنها دول عربية شقيقة، وهذا الحرص هو بالتأكيد بمقدار حرص هذه الدول على لبنان المُقيم أو المنتشر في أرجاء هذه الدول، مهاراتٍ عاملة ورساميل ومشاريع، هذا هو مفهوم التضامن العربي الذي هو الممر الطبيعي، وهو الإجماع العربي الذي نتمناه في كل حين وبمعرض عن أي إشكالٍ عربي".
وتمنى التكتل إخراج هذا الموضوع من السجالات الإعلامية "تمهيداً للمعالجة الهادئة الرصينة على ما شرحنا، وتفادي المهاترات والمزايدات الفارغة والزائفة".
بدروه، رفض المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" (الفرع اللبناني لتنظيم الإخوان المسلمين) في بيانه "الإساءة إلى المملكة العربية السعودية لما تمثله من عمق عربي للبنان"، واعتبر أن "الأداء السياسي لوزير الخارجية، وحملات التهجم والشتم التي طاولت المملكة من بعض القوى السياسية أساءت إلى علاقات لبنان بها، ودفعت إلى اتخاذ حكومتها قراراً بوقف الهبة التي كانت مقررة لمساعدة الجيش وقوى الأمن اللبنانية".