جيش الاحتلال يفصل شمال غزة عن المدينة ويوسع المنطقة العازلة

10 أكتوبر 2024
ركام المنازل في جباليا بسبب القصف الإسرائيلي، 7 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتواصل الحصار الإسرائيلي على شمال قطاع غزة لليوم الخامس، مع تركيز جيش الاحتلال على تدمير المنازل والممتلكات في محاولة لتوسيع المناطق العازلة، مما أدى إلى عزل مناطق مثل مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

- يشهد شمال غزة انفجارات ضخمة نتيجة لتفجير المنازل والبنى التحتية، ورغم القصف المستمر، يرفض السكان النزوح جنوباً ويفضلون البقاء في المناطق الأقل قصفاً.

- يعاني القطاع الصحي من شلل شبه كامل بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، ويمنع الاحتلال دخول الإمدادات الأساسية، مما يهدد حياة نحو 400 ألف فلسطيني في شمال وادي غزة.

حصار مشدد على عدة مناطق منها مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون

شهود عيان: دوي انفجارات جراء نسف الاحتلال منازل وبنى تحتية

400 ألف فلسطيني محاصرون في شمال قطاع غزة

يتواصل تشديد الخناق والحصار الإسرائيلي على مناطق شمالي قطاع غزة ما أدى لعزلها عن مدينة غزة لليوم الخامس على التوالي، فيما يعمل جيش الاحتلال على تدمير ما تبقى من منازل وممتلكات للفلسطينيين في المناطق الشرقية والغربية من محافظة الشمال، في وقت يبدو فيه أن إسرائيل تسعى لتوسيع المناطق العازلة التي يعمل عليها منذ بدء العدوان البري على القطاع في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبينما يتواصل الحصار الإسرائيلي المشدد على مخيم جباليا وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا البلد والفالوجا والتوام والكرامة والعطاطرة وبئر النعجة، ينفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير ونسف للمنازل في المنطقة الغربية من الشمال وخصوصاً في مناطق التوام والعطاطرة والكرامة.

وقال شهود عيان من شمال غزة لـ"العربي الجديد" إنهم طوال الليل والنهار ومنذ ثلاثة أيام يسمعون أصوات انفجارات ضخمة في المناطق الغربية والشرقية من محافظة الشمال، وهي أصوات ناجمة عن تفجير منازل وبنى تحتية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر ناشطون وصحافيون في منطقة وسط قطاع غزة أنهم سمعوا أصوات التفجيرات رغم بعد المسافة نسبياً، ما يعني أنّ التفجير يتم لعشرات المنازل، وهو مؤشر على توسيع المنطقة العازلة كما يفعل جيش الاحتلال في مناطق الزيتون وتل الهوى والمغراقة والتي تحيط محور "نتساريم" الذي يتمركز فيه ويفصل من خلاله شمال القطاع غزة جنوبه.

ولم تتوقف طوال الوقت عمليات القصف المدفعي الإسرائيلي، إلى جانب قيام الطيران المسير بإطلاق الرصاص على كل متحرك في المناطق المحاصرة والمستهدفة. لكن أكثر ما يقلق إسرائيل أن مخطط التهجير الذي تسعى لتنفيذه في الشمال لم ينتج منه شيء حتى الآن، حيث رصد "العربي الجديد" رفضاً واسعاً من المواطنين للنزوح جنوباً، ومن يجبره الاحتلال على النزوح بالقوة يذهب إلى مدينة غزة والمناطق الأقل قصفاً ولكنها لا تزال في حدود شمال وادي غزة.

لكن الحصار الإسرائيلي المشدد بات يشل حركة القطاعات الحيوية، مثل القطاع الصحي الذي بات يقدم فقط الإسعافات الأولية للجرحى والمرضى ولا يستطيع القيام بما هو أكثر من ذلك في ظل شح الوقود والمستلزمات الطبية التي لم تدخل للشمال منذ أكثر من أسبوعين.

ولا يعرف عدد سكان شمالي القطاع، لكن مصادر محلية قدرت الموجودين في كل منطقة شمال وادي غزة بنحو 400 ألف فلسطيني، عانوا طوال عام من الحرب من عدوان هو الأصعب إلى جانب التجويع المتعمد وقطع المياه والحصار المشدد.

وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إنّ الاحتلال منذ صباح الأحد الماضي يمنع دخول الإمدادات الأساسية لمحافظة شمال غزة ما يهدد حياة الفلسطينيين الموجودين هناك، مشيراً إلى أنّ  عشرات الجثث عالقة في الطرقات شمال القطاع ولم يتم انتشالهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والعنيف.

ولفت بيان لجهاز الدفاع المدني إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر البنية التحتية في محافظة الشمال ما جعل عملية الانتقال خلالها أمراً شبه مستحيل، محذراً من أنّ إخلاء مستشفيات شمال القطاع من شأنه أن يؤدي لانهيار كامل في النظام الصحي ما يضاعف من معاناة المواطنين هناك.

وإلى جانب ذلك، فإنّ طواقم جهاز الدفاع المدني تعرضت للاستهداف ثلاث مرات على الأقل خلال أيام العملية العسكرية البرية الإسرائيلية، ومنعت مع الطواقم الطبية من انتشال الشهداء والجرحى نتيجة استهدافها بالطيران المُسير الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم "كواد كابتر".