وبدأت الجولة عام 2017، لتشمل على مدى عامين نحو 60 معرضاً في مدن مختلفة في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وقبرص ومالطا وتركيا، قبل أن تتجه في النهاية إلى لبنان.
ويقام معرض "بيكاسو والأسرة" بدعم من "المتحف الوطني بيكاسو–باريس"، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية. وقال رئيس المتحف، لوران لوبون، في رسالة مصورة بُثت خلال مؤتمر صحافي: "انطلق المشروع عام 2017 في مبادرة اجتمعت خلالها 60 مؤسسة، بهدف إقامة معارض تتيح إلقاء نظرة على الروابط الجغرافية والمجازية التي جمعت بين بيكاسو والمتوسط، وستكون المحطة الأخيرة لهذه الرحلة في لبنان".
ودعا وزير الثقافة اللبناني محمد داود ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني، في المؤتمر الصحافي أمس الأربعاء، اللبنانيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم وتخصصاتهم إلى زيارة "هذا المعرض الاستثنائي". وقال داود: "تحمل أعمال بيكاسو أهمية تاريخية وفنية، وستكون استضافتها خطوة مهمة لها أثر إيجابي على الحياة الثقافية والفنية في لبنان، وستفتح الآفاق لاستضافة معارض عالمية كبرى".
وحول اختيار جانب العائلة، من بين الجوانب الكثيرة التي أبدع فيها بيكاسو صاحب الـ 50 ألف لوحة، قال اللبناني الفرنسي سيريل كاراوغلون، أحد المبادرين لإقامة المعرض، إن المعرض يقدم 30 عملاً فنياً، بين لوحات وصور فوتوغرافية وأفلام ومنحوتات من أهم أعمال بيكاسو. وأضاف: "قصدنا أن تتمحور الأعمال حول العائلة، لأن لبنان لا يزال يحافظ على الروابط العائلية".
وقالت مديرة متحف سرسق زينة عريضة: "جسّد بيكاسو في العديد من أعماله في النصف الأول من الخمسينيات حياة العائلة والأطفال، خصوصاً بعد زواجه من فرانسواز جيلو وإنجابها منه طفلين هما كلود وبالوما، وبرزت في لوحاته صورة الرجل المأخوذ بالأبوة، والمنطبع بيوميات الأم والطفل كما نرى في (المرأة مع عربة الأطفال) و(الرسام والطفل) على سبيل المثال".
وينقسم المعرض إلى 4 مسارات تحمل عناوين "عائلات خيالية" و"ألعاب" و"اضطرابات" و"الانطلاقة". وأشار رئيس لجنة متحف سرسق، طارق متري، إلى أن أحد أفراد عائلة بيكاسو سيزور لبنان خلال افتتاح المعرض، وهو بيرنار رويس حفيد الفنان الراحل.
وبالتوازي مع المعرض ينظم متحف سرسق مؤتمراً حول تاريخ الفن، يعلن عن تفاصيله لاحقاً، بالإضافة إلى برنامج فني ترفيهي تتخلله ورش عمل للأطفال، موجهة بشكل خاص للمدارس الرسمية، وكذلك عروض أفلام وثائقية تتناول مسيرة وحياة بيكاسو.
(رويترز)