تناول الطعام لملء وقت الفراغ... الملل يلتهم الحلويات

13 نوفمبر 2024
يؤدي تناول المأكولات السكرية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (Getty)
+ الخط -

قد يلجأ كثير من الأشخاص إلى الأكل من دون الشعور بالجوع، ولكن فقط لملء وقت الفراغ أو تشتيت الانتباه عن نقص الأنشطة الممتعة، وعندئذ يتحول الطعام إلى وسيلة سهلة لملء الوقت وتخفيف الشعور بالملل. فما هو سبب حدوث ذلك؟ وكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟
يمثّل تناول الطعام بسبب الملل، عامل تشتيت للانتباه عن الشعور بالخواء. تناول الطعام، خاصة غير الصحي (الحلويات، والمعجنات، والوجبات الجاهزة) هي إحدى الاستجابات الشائعة لهذا الشعور بالفراغ، بهدف تحسين الحالة المزاجية. فعندما نشعر بالملل، نكون أكثر عرضة بنسبة 37% للانخراط في الأكل العاطفي مقارنة بالوقت الذي لا نشعر فيه بالملل.
إن إدراك الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي أمر بالغ الأهمية، فهو يضمن تلبية احتياجات الجسم الفعلية بدلاً من استخدام الطعام للتعامل مع المشاعر، وغالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة الوزن، لذلك يجب التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي:

  • الجوع العاطفي: ينشأ بسبب مشاعر مثل التوتر أو الملل أو الحزن، وغالباً ما يرتبط بتناول الأطعمة المريحة، ولا يمكن إشباعه حتى عند الشعور بالامتلاء، وقد يؤدي إلى الشعور بالذنب بعد تناول الطعام.
  • الجوع الحقيقي: يعتمد الجوع الجسدي على حاجة الجسم الفيسيولوجية إلى الطاقة، إذ يبدأ الجوع بالتدريج ويزداد ببطء مع مرور الوقت، ويمكن إشباعه بأي نوع من أنواع الطعام، ولا يسبب عادةً الشعور بالذنب.

يؤدي تناول الطعام بسبب الملل إلى آثار سلبية على الصحة الجسدية والعاطفية، لأن تناول أطعمة غير صحية وكثيفة السعرات الحرارية، وهي إدمانيه بطبيعتها، يمكن أن تؤدي إلى ما يلي:

  • السمنة: تُظهر الأبحاث أن تناول الطعام العاطفي مرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) وزيادة الوزن.
  • مرض السكري: يؤدي تناول الأطعمة السكرية أو عالية الدهون بدافع الملل إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • ضعف الصحة العقلية: تُظهر الأبحاث أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، فضلاً عن الشعور بالذنب، ما يؤثر سلباً على الصحة العقلية.
  • ضعف القدرة على التكيف: تناول الطعام من أجل الراحة يمكن أن يعزز عادات الأكل العاطفية، ما يجعل من الصعب إيجاد طرق أكثر صحة للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

كيف يمكن التغلب على تناول الطعام بسبب الملل؟

  • ممارسة نشاط حركي مثل التمارين الرياضية، أو المشي، أو الذهاب في نزهة، يمكن أن يزيل الملل ويزيد من إفراز هرمونات السعادة.
  • التواصل الاجتماعي: في بعض الأحيان يكون الملل ناتجاً عن الشعور بالوحدة، لذلك يساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مثل التحدث مع الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة على التخلص من مشاعر الملل من دون الحاجة إلى اللجوء إلى الطعام.
  • ممارسة الهوايات المفضلة أو تعلم هوايات جديدة التي تحفز الإبداع وتشغل العقل مثل الرسم، أو الموسيقى، أو الكتابة.
  • ممارسة اليقظة الذهنية مثل التنفس الجلوس بهدوء والتركيز على تمارين التنفس العميق أو التخيل الموجه في إدارة الرغبة في تناول الطعام بسبب الملل.
  • القراءة أو الاستماع إلى الكتب الصوتية أثناء القيام بالأعمال المنزلية يمكن أن يثري العقل ويبقيه مشغولاً.
  • تناول كميات كافية من الماء لعدم الخلط بين الشعور بالجوع والعطش الذي يحدث أحياناً، كما يساعد على تقليل الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسية.
  • تناول وجبات صحية غنية بالبروتين والخضار، لأن البروتين يحفز إنتاج هرمونات الشبع ويقلل مستويات هرمونات الجوع، كما أن الخضار والفواكه غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم، إضافة إلى غناها بالألياف اللازمة لتحسين الهضم.
  • الحصول على مدة كافية من النوم لأنه يؤثر على الحالة المزاجية، ويساعد في تنظيم إفراز هرمونات الجوع ويضمن إنتاج مستويات كافية من هرمونات الشبع.
المساهمون