قرّر مجلس الوزراء اللبناني اليوم الثلاثاء، في جلسة بالقصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون، ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا، واقتصار الرحلات منها وإليها على الحاجة الملحة، فضلا عن وقف الرحلات الدينية.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، إنّ الدول المشمولة بوقف الرحلات الدينية هي إيران وإيطاليا بشكل أساسيّ، والتي سجلت حالات وفيات وإصابات، لكن المصدر توقف عند كلمة "ضبط" التي اختارها مجلس الوزراء، مشيرا إلى أنها "لا تعني منع الرحلات، بل حصرها في الحاجات الملحة التي قد تعني العمل أو أي أسباب شخصية أو عائلية".
وطرحت قضية إيقاف السفر من وإلى الدول التي سجلت إصابات بفيروس كورونا الجديد، ولا سيما الصين وإيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا واليابان، وكان الجواب المتكرر أنّ القرار بيد مجلس الوزراء، والذي لم يتخذه في جلسة اليوم.
وقال رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طلب وقف الرحلات أمر ضروري، وما كان يجب أن يقتصر على الرحلات الدينية، وكان يجب على مجلس الوزراء أن يتخذ قراراً بتأمين عودة اللبنانيين الموجودين في الدول التي سجلت حالات كورونا، وعزلهم لضمان عدم إصابتهم بالفيروس".
وأشار عراجي إلى أنّ "لجنة الصحة العامة عقدت اليوم، اجتماعا مع وزير الصحة وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، ومدير عام وزارة التربية، وبحضور ممثلين عن نقباء الأطباء والصيادلة والمستشفيات الخاصة والممرضين، ورئيس الصليب الأحمر اللبناني، ونقابة مستوردي الأدوية، من أجل بحث الإجراءات المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد".
وأطلع وزير الصحة اللجنة على الإجراءات الوقائية التي تتخذها الوزارة، والاحتياطات التي لجأت إليها في مطار بيروت الدولي، والتي من شأنها أن تراقب أي وافد من خلال قياس الحرارة.
واعتبر عراجي أنّ "الإجراءات المتخذة في المطار جيدة، لكنها غير كافية، خصوصاً لناحية عدد الموظفين، ما يحتم التعاقد مع أشخاص، ولو مؤقتاً خلال هذه المرحلة، ولجوء وزير الصحة إلى طلاب الجامعة اللبنانية من أجل التطوع للمساعدة في هذه المهمة مفيد، ولكنه غير مضمون، فقد تطول الأزمة، ما يحتم البدء بإجراءات استباقية، كما يجب أن تشمل الإجراءات المعابر الحدودية والمرافئ، وليس المطار فقط".
وطلبت اللجنة من ممثلة منظمة الصحة العالمية مساعدة وزارة الصحة على إنشاء غرف عزل في مستشفيات غير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، لأن هذه الخطوة تحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية، ومن المناطق المطروحة، مشغرة في البقاع اللبناني، وطرابلس (شمال)، وصيدا (جنوب).
واستقبل مستشفى رفيق الحريري الجامعي، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، 32 حالة في قسم الطوارئ المخصص لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، إذ خضعوا للكشف الطبي اللازم، واحتاج 7 منها إلى دخول الحجر الصحي، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي.
وذكر تقرير المستشفى اليومي، أنّ "منطقة الحجر الصحي تضم 8 حالات، علماً أن نتائج المختبر لهؤلاء كانت سلبية. فيما لا تزال الحالة الوحيدة المصابة بفيروس كورونا في وحدة العزل، وهي في حالة مستقرة، وتتلقى العلاج اللازم".