مع بدء انتشار حمى لعبة "بابجي" في العالم العربي، ظهرت العديد من المنتجات الفنية المستوحاة من اللعبة، فكان هناك العديد من الأغاني، أشهرها على الصعيد السوري، أغنية "سورية صارت بابجي"، بالإضافة إلى العديد من "الإيفيهات" التي استخدمت على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأعمال الدرامية. ولا تزال حمى اللعبة سارية، فمنذ أيام تم الإعلان عن بدء تصوير المسلسل السوري "بوشنكي" في العاصمة دمشق، وحسب تصريحات صناع العمل، فهو مستوحى من لعبة "بابجي"، إذ إن كلمة "بوشنكي" هي اسم لساحة ضمن خريطة اللعبة، ويشهد اللاعبون في تلك الساحة تحدياً صعباً، حيث يجتمع فيها معظم اللاعبين ويتقاتلون. العمل من تأليف يسر دولي، وإخراج نضال عبيد، وبطولة: دانا جبر، كرم الشعراني، أندريه سكاف ووائل زيدان.
رغم التسمية، يبدو أن العمل لا يمت للعبة "بابجي" بصلة، وذلك ما نستوحيه من التصريحات المتضاربة عنه، إذ صرح دولي بأن اسم المسلسل "بوشنكي" هو اسم منطقة يشتبك بها اللاعبون عادةً، وهو الاشتباك الأكثر دموية، فحاول من خلال الاسم أن يرمز لسورية ولحياة المواطنين داخلها، وما يمر عليهم من أزمات وحروب نفسية ومعنوية، وفي الوقت ذاته صرّح دولي بأن العمل ينتمي إلى نمط "اللايت كوميدي".
إلا أن إسقاط الكوميديا على عنف اللعبة وخلق محتوى درامي حولها ليس بجديد، فيومياً يُرفع على شبكة الإنترنت عدد كبير من الفيديوهات التي يقوم لاعبو "بابجي" وعشاقها بتحميلها، وهي تحظى بملايين المشاهدات، وتكون تلك الفيديوهات عادةً تحمل سيناريو كوميدياً يتم تركيبه على فيديوهات اللعبة، بعضها محملة مسبقاً وبعضها يتم سرده خلال اللعب بشكل مباشر، بالاعتماد على المفاجآت التي تحدث في اللعبة، لتترك للصدفة والتفاعل والتواصل الحي بين اللاعبين دوراً كبيراً في خلق السيناريو. وقد تم إنتاج أفلام بدائية قصيرة مأخوذة عن اللعبة، ويبدو أن الإقبال الكبير على تلك الفيديوهات جعل عدداً كبيراً من صنّاع محتوى اليوتيوب العرب يديرون قنوات خاصة باللعبة، ليعرضوا من خلالها تفاعلهم وتعليقهم الساخر خلال خوض المعارك في اللعبة وتمتعوا بشعبية ومتابعة كبيرة.
اقــرأ أيضاً
الغريب في الأمر أن النظام السوري الذي يبتكر أعمالاً درامية تحاول أن تصفه بالوسطي والمنفتح الآن، لم يحظر لعبة بابجي، بعكس بلدان عربية كثيرة حظرتها "بعد دراسة عميقة وموسعة للآثار السلبية الكبيرة التي نتجت عن انتشار اللعبة الواسع بين الأطفال والمراهقين"، كما حصل في الأردن مثلاً.
وهذا أيضاً ما حصل في العراق، إذ أصدر البرلمان هناك قراراً بحظر اللعبة، أثار جدلاً وسخريةً هناك، باعتبار ما يجرى تداوله حول تحريضها على العنف ليس إلا مبالغات.
وبالنسبة إلى المسلسل، تبدو الحملة الترويجية له مستفزة، حيث تضمنت اعترافاً رسمياً بـ يسر دولي كشاعر، إذ ترافقت الصور الإعلانية للعمل بعبارة "مسلسل بوشنكي للشاعر يسر دولي"؛ وهو الأمر الذي ينهي الجدل حول تعاطي إعلام النظام السوري مع دولي، إذ سبق أن قام إعلام النظام السوري بتعويم شخصية دولي كشاعر موال للنظام بالدرجة الأولى وكمعجزة شعرية حداثوية، حسب تعبيرهم، ليوازي بأهميته شعراء سورية السابقين كنزار قباني.
إلا أن هذا التعويم رد عليه الشارع السوري بموجة من الغضب والسخرية، دفعت إعلام النظام السوري إلى تهميش دولي ونكرانه وسحب عدد من التكريمات التي قامت جهات رسمية حكومية بتقديمها له. لكن دولي اليوم يعود إلى الساحة الفنية بدعم حكومي، فالعمل الذي تنتجه شركة "جودي" تم دعمه والترويج له من المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام. وهذه الأمور فعلياً تكرس اسم يسر دولي كشاعر مجدداً، وهو أمر لا يمكن أن نصفه سوى بالمهزلة، ولا سيما عندما نقرأ العبارة التي اختارها دولي ليوصف نفسه بها، وهي: "لست بشاعر، أظن فقط أنني أكتب المشاعر".
رغم التسمية، يبدو أن العمل لا يمت للعبة "بابجي" بصلة، وذلك ما نستوحيه من التصريحات المتضاربة عنه، إذ صرح دولي بأن اسم المسلسل "بوشنكي" هو اسم منطقة يشتبك بها اللاعبون عادةً، وهو الاشتباك الأكثر دموية، فحاول من خلال الاسم أن يرمز لسورية ولحياة المواطنين داخلها، وما يمر عليهم من أزمات وحروب نفسية ومعنوية، وفي الوقت ذاته صرّح دولي بأن العمل ينتمي إلى نمط "اللايت كوميدي".
إلا أن إسقاط الكوميديا على عنف اللعبة وخلق محتوى درامي حولها ليس بجديد، فيومياً يُرفع على شبكة الإنترنت عدد كبير من الفيديوهات التي يقوم لاعبو "بابجي" وعشاقها بتحميلها، وهي تحظى بملايين المشاهدات، وتكون تلك الفيديوهات عادةً تحمل سيناريو كوميدياً يتم تركيبه على فيديوهات اللعبة، بعضها محملة مسبقاً وبعضها يتم سرده خلال اللعب بشكل مباشر، بالاعتماد على المفاجآت التي تحدث في اللعبة، لتترك للصدفة والتفاعل والتواصل الحي بين اللاعبين دوراً كبيراً في خلق السيناريو. وقد تم إنتاج أفلام بدائية قصيرة مأخوذة عن اللعبة، ويبدو أن الإقبال الكبير على تلك الفيديوهات جعل عدداً كبيراً من صنّاع محتوى اليوتيوب العرب يديرون قنوات خاصة باللعبة، ليعرضوا من خلالها تفاعلهم وتعليقهم الساخر خلال خوض المعارك في اللعبة وتمتعوا بشعبية ومتابعة كبيرة.
الغريب في الأمر أن النظام السوري الذي يبتكر أعمالاً درامية تحاول أن تصفه بالوسطي والمنفتح الآن، لم يحظر لعبة بابجي، بعكس بلدان عربية كثيرة حظرتها "بعد دراسة عميقة وموسعة للآثار السلبية الكبيرة التي نتجت عن انتشار اللعبة الواسع بين الأطفال والمراهقين"، كما حصل في الأردن مثلاً.
وهذا أيضاً ما حصل في العراق، إذ أصدر البرلمان هناك قراراً بحظر اللعبة، أثار جدلاً وسخريةً هناك، باعتبار ما يجرى تداوله حول تحريضها على العنف ليس إلا مبالغات.
وبالنسبة إلى المسلسل، تبدو الحملة الترويجية له مستفزة، حيث تضمنت اعترافاً رسمياً بـ يسر دولي كشاعر، إذ ترافقت الصور الإعلانية للعمل بعبارة "مسلسل بوشنكي للشاعر يسر دولي"؛ وهو الأمر الذي ينهي الجدل حول تعاطي إعلام النظام السوري مع دولي، إذ سبق أن قام إعلام النظام السوري بتعويم شخصية دولي كشاعر موال للنظام بالدرجة الأولى وكمعجزة شعرية حداثوية، حسب تعبيرهم، ليوازي بأهميته شعراء سورية السابقين كنزار قباني.
إلا أن هذا التعويم رد عليه الشارع السوري بموجة من الغضب والسخرية، دفعت إعلام النظام السوري إلى تهميش دولي ونكرانه وسحب عدد من التكريمات التي قامت جهات رسمية حكومية بتقديمها له. لكن دولي اليوم يعود إلى الساحة الفنية بدعم حكومي، فالعمل الذي تنتجه شركة "جودي" تم دعمه والترويج له من المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام. وهذه الأمور فعلياً تكرس اسم يسر دولي كشاعر مجدداً، وهو أمر لا يمكن أن نصفه سوى بالمهزلة، ولا سيما عندما نقرأ العبارة التي اختارها دولي ليوصف نفسه بها، وهي: "لست بشاعر، أظن فقط أنني أكتب المشاعر".