لكلّ ربيع زهرة... ربط الأجيال بالبيئة القطرية للعام الثاني والعشرين

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
02 ابريل 2020
36DC93DC-B575-4559-9ABA-B228B676554C
+ الخط -

عام 1999، انفردت قطر بإطلاق برنامج بيئي بعنوان "لكلّ ربيع زهرة"، تمكّن حتى اليوم من زيادة الوعي بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة، وبناء سلوك إيجابي تجاهها لدى الأجيال
يقول رئيس برنامج "لكلّ ربيع زهرة" في قطر، سيف علي الحِجري، لـ "العربي الجديد"، عن بدايات هذا البرنامج الرائد في المنطقة: "عام 1999 أطلقت الشيخة موزا بنت ناصر، البرنامج، وهو مبادرة تحمل رؤية أنّ هذه البيئة والطبيعة مواطنة حقيقية لمن يعيش في الصحراء أو أيّ منطقة أخرى. ونظراً لابتعاد الناشئة عن الطبيعة، كانت الفكرة بإعادتهم إلى الطبيعة، لما لها من أهمية في التعرّف إلى مكنوناتها، والتعلّم من إلهاماتها، فالطبيعة ملهمة الشعراء والأدباء والفنانين وحتى العلماء الذين حاكوها في إنتاج ما نستمتع به منهم". انطلق البرنامج بالاحتفاء بزهرة قطرية هي "الشفلح"، وفي العام نفسه سمّي مركز الأطفال ذوي الإعاقة بـ"مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة" كونها زهرة بيضاء تبشّر بالأمل الدائم. يضيف الحجري الذي يشغل منصب سفير المسؤولية الاجتماعية لدى الأمم المتحدة: "في كلّ ربيع يجرى اختيار زهرة من الزهور الأصيلة التي تنمو في البيئة القطرية، وقد استمرّ البرنامج في تنويع هذه الزهرات ليصل إلى الزهرة الثانية والعشرين الآن. وهي زهور تتنوّع ما بين النباتات الشاطئية والساحلية والبرية". يؤكد مواصلة البرنامج كلّ سنة الاحتفال بنبتة تزخر بها شبه جزيرة قطر والتي يصل عددها إلى 350 نبتة وزهرة. وبدأ البرنامج باختيار نباتات معمّرة وذات أهمية خاصة للطبيعة الشاطئية.



وحول مدى تجاوب المجتمع، مواطنين ومقيمين، مع فعاليات البرنامج، يقول الحِجري: "شهدت وتشهد الفعاليات المتنوعة للبرنامج إقبالاً كبيراً، خصوصاً التلاميذ والطلاب، وهناك آلاف من الأبناء الذين شاركوا في الفعاليات وأصبحوا من أصحاب القرار اليوم، والذين بدأوا مع لكلّ ربيع زهرة، عام 1999، وأصبح الاهتمام ملحوظاً أيضاً من رجال الأعمال والقطاع الخاص، فقد أطلقت شركة قطر للمنتجات البترولية، وقود، على منتجاتها أسماء نباتات قطرية احتفل بها البرنامج ومنها: الغاف والعوسج والسمر، كما أطلقت فنادق عدة على قاعاتها الكبرى أسماء نباتات من قطر، وسميت مراكز تعليمية بأسماء العوسج والشفلح والسلم. والسدرة اليوم مركز أبحاث طبية ومستشفى حضاري، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أخذت شعارها السدرة. وهناك تفاعل بين المجتمع انعكس باختيار هذه التسميات وغيرها. وانتشرت صور هذه النباتات القطرية على الجسور والأنفاق وعلى واجهات البنايات، كما أُنشئت النصب التذكارية في المناطق السياحية للدولة، كذلك غلبت على فنون التصميم؛ فكان متحف قطر الوطني على شكل زهرة من البيئة القطرية؛ زهرة الصحراء".

الحجري (العربي الجديد) 












يضيف أنّ البرنامج فتح المجال أمام الباحثين لإجراء الدراسات العلمية لإنتاج مستخلصات طبية وتجميلية وصناعية في قطر وخارجها.

ودخل البرنامج المناهج الدراسية في قطر، فثمة درس في منهج الصف الرابع الأساسي يتناول برنامج "لكلّ ربيع زهرة" وكيفية التعامل مع الطبيعة، بالإضافة إلى أنشطة بحثية، وأوراق عمل في مؤتمرات عالمية، وأنتج البرنامج كتباً، وتطبيقاً يسهّل معرفة طبيعة قطر ويوفر المعلومات من نباتات وطيور وزواحف وأسماك وبيئة بحرية، وحصل البرنامج على جوائز دولية.

وينشط البرنامج في المدارس، ويستضيف المركز الرئيس، المعروف باسم "المعسكر" في منطقة راس مطبخ بين الخور والذخيرة، كلّ سبت نحو 300 و500 مشارك معظمهم من التلاميذ والتلميذات، بالإضافة إلى تلبية دعوات حضور المجتمع المدني والجاليات المقيمة العربية والأجنبية في قطر.

وعن الجديد لهذا العام، يقول الحِجري إنه أطلقت فعالية جديدة للأطفال بعنوان "المستكشفون"، إذ يقسم المشاركون إلى مجموعات أربع؛ لاستكشاف البيئة النباتية والكائنات الحشرية والحياة البحرية والطيور وجمع عددٍ منها ونقلها إلى المعسكر للتعرف إلى خصائصها وإجراء البحوث عليها، تحت إشراف مدرسيهم والمختصين بالبرنامج.



يهدف برنامج "لكلّ ربيع زهرة" إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر وإضفاء مزيد من مظاهر البهجة والجمال وتعريف الجمهور بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات والحث على حسن استغلالها، وتنمية القدرات الابتكارية والإبداعية في مجالات التنمية البيئية، خصوصاً لدى الأطفال، وتشجيع الأنشطة الصناعية على استغلال مظاهر الجمال التي يتمتع بها نبات البيئة القطرية في تزيين المنتجات الصناعية، وكذلك جمع وتوثيق المعلومات العلمية عن نباتات البيئة القطرية في قاعدة بيانات وإثراء هذه القاعدة من خلال تشجيع البحث العلمي.

معسكر راس مطبخ (العربي الجديد) 












واختيرت زهرة الشفلح كأولى زهرات البرنامج عام 1999، وعين القط عام 2000، والعوسج عام 2001، والسدرة عام 2002، والقرم عام 2003، والسمر عام 2004، والغاف عام 2005، والقطف عام 2006، والعاقول عام 2007، والسلم عام 2008، والقرم القطري عام 2009، والخريزة عام 2010، والقلام عام 2011، والشعيران عام 2012، والثيلوث عام 2013، والسويدة عام 2014، والذنون عام 2015، واليراوة عام 2016، والخبيز عام 2017، والرقرقوق عام 2018، والجثجاث عام 2019، ويحتفل البرنامج في العام الجاري 2020 بزهرة الشويكة.

ذات صلة

الصورة
وضع حجر الأساس لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي-الكرنتينا - بيروت - لبنان - 16 سبتمبر 2024 (محمد سلمان)

مجتمع

وُضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا، ومن المتوقّع الانتهاء من إعادة إعماره وتجهيزه بالكامل بتمويل دولة قطر بعد عامَين.
الصورة
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والدكتور عزمي بشارة يشاركان بحفل التخريج (العربي الجديد)

مجتمع

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا بتخريج الفوج الثامن من طلبة الماجستير بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

المساهمون