يبدو أن الدوري الإنكليزي هذا الموسم سيكون موطنا حقيقيا للنجوم العرب، فبعد التألق الكبير لساحر الصحراء رياض محرز وقيادته ليستر إلى لقب البريمييرليغ، اهتمت الأندية المحلية بضم أكثر من اسم جديد، خصوصا مع الحالة المالية الجيدة لكل الفرق في إنكلترا، ومهارة رفاق محرز التي تؤهلهم للنجاح في كل ملاعب أوروبا، فالموهبة تأتي أولا، وبعدها من الممكن استثمار كل شيء.
سليماني
يدرك كلاوديو رانييري جيدا أن المعجزة لن تتكرر مرة أخرى، ويقول دائما أن فريقه يريد فقط الوصول إلى النقطة رقم 40، وبعيدا عن تصريحاته التي تهدف إلى تقليل الضغط على لاعبيه، فإن هدف ليستر سيتي هذا الموسم سيكون محاولة الوصول إلى مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، أو حتى الدوري الأوروبي على أسوأ تقدير، لأن الذي يصل إلى المجد من الصعب بل من المستحيل التغاضي عنه بسهولة.
يعتمد الفريق البطل على لعبة التحولات، من خلال دفاع قوي ومحكم بطول وعرض الملعب، مع الوصول إلى مرمى المنافسين عن طريق مهارة محرز وانطلاقات فاردي أثناء المرتدات، لكن الظروف تغيّرت وقواعد البطل فرضت شروطا جديدة، لأن معظم الفرق التي تواجه ليستر أصبحت تغلق مناطقها أيضا، وباتت تواجههم بالسلاح نفسه الذي قادهم نحو اللقب.
أدت كل هذه الأمور إلى ضرورة التعاقد مع مهاجم جديد، لاعب صندوق يسجل الأهداف بالرأس والقدمين، يتمركز أمام المرمى ويزاحم المدافعين، مع هز الشباك من أنصاف الفرص، لذلك جاء إسلام سليماني كأفضل خيار ممكن، لأنه رقم 9 حقيقي، يعرف كيف يلعب بمفرده أو بجوار مهاجم آخر، وسينقذ ليستر في مباريات عديدة تتسم بالتقارب والندية.
يركز الإيطالي على ثنائية جديدة، فاردي السريع المتحرك وسليماني القوي الهداف، بالإضافة إلى تميزه في الواجبات الدفاعية، وقيامه بالضغط في نصف ملعب الآخر، إنها صفقة ذكية على الورق، تحتاج فقط إلى التوفيق والهدوء حتى تتحول إلى نجاح حقيقي داخل أرضية الملعب.
بوفال
خطف سفيان بوفال الأضواء من معظم النجوم في فرنسا خلال السنة الفائتة، الجناح المغربي الذي فضل بلاده على أي دولة اخرى، وتألق بشدة مع ليل، من خلال تسجيله 11 هدفا وصناعته 4 في منافسات الليغا 1، ليراقبه أكثر من فريق منهم برشلونة، لكنه ذهب في النهاية إلى ساوثهامبتون، ليخوض تجربة مغايرة في إنكلترا.
لعب كلود بويل دورا كبيرا في هذه الخطوة، المدرب الفرنسي لم يجد أسماء قوية في ساوثهامبتون بعد رحيل أكثر من لاعب، لذلك اتجه إلى بوفال، اللاعب المميز جدا في مركزي لاعب الوسط المهاجم والجناح الصريح، بسبب خفته وسرعته بالكرة ومن دونها، بالإضافة إلى تمتعه بمهارة المراوغة والانطلاق من الطرف إلى داخل العمق، لذلك يسجل أهدافا عديدة ويصنع فرصا بالجملة.
سفيان هو صانع اللعب الحديث في الكرة، لاعب بدأ على الطرف، تعامل مع الضغط وعرف كيف يحتفظ بالكرة، لذلك اتجه إلى قلب الملعب ووجد الأمور أسهل أمام خط وسط يحميه من الخلف، ونجم بهذه المواصفات يستطيع النجاح في الدوري الإنكليزي، مع وجود مساحات شاغرة في الخطوط وبينها.
يلعب ساوثهامبتون بخطة قريبة من 4-3-1-2، صانع لعب خلف ثنائي هجومي وأمام ثالوث المنتصف، ويستطيع المغربي التمركز كصانع لعب إضافي مع الاكتفاء بمهاجم واحد في الأمام، لتحويل الرسم إلى 4-3-2-1 أو حتى عودته للارتكاز كلاعب وسط مائل للطرف، فقط يحتاج اللاعب إلى عمل أكبر في ما يخص الناحية البدنية واللياقة، حتى يستطيع الدخول بقوة في الأجواء البريطانية الجديدة.
براهيمي
ياسين براهيمي أيضا في الواجهة، الجزائري الرائع في فنون المراوغة وهزيمة المدافعين، واللاعب الذي وصل إلى درجة تألق غير عادية مع بورتو في بداياته، لكنه تراجع بعض الشيء، مع تغيير تنين الدراغاو لأكثر من مدرب خلال العامين الأخيرين، ما انعكس بالسلب على أكثر من لاعب، من بينهم الجناح الشمال أفريقي.
يريد إيفرتون ياسين بأي ثمن، ومع تولي نونو سانتو قيادة بورتو، لم يرفض المدرب البرتغالي رحيل أي نجم، وبالتالي لجأ رونالد كومان إلى الاستعانة باللاعب الجزائري ليدخل ضمن خططه الجديدة. المدرب الهولندي معروف بقدرته على صقل المواهب، واستغلال أصحاب المهارات داخل قالب الفريق الجماعي، لذلك ستكون هذه الفرصة مناسبة جدا للاعب.
يعتمد كومان في خططه على لاعبي الأجنحة وصانع اللعب في المركز 10، وياسين براهيمي يملك كافة المقومات التي تجعله ناجحا في المكانين، فاللاعب يجيد اللعب في العمق وعلى الأطراف، بالإضافة إلى قدرته على شغل دور لاعب الوسط الثالث، ليساعد أي مدرب على المزج بين 4-2-3-1 و 4-3-3 في خطة واحدة.
ضم التوفيز بولاسي ليكون جنبا إلى جنب مع باركلي، ديولوفيو، وميراليس خلف المهاجم لوكاكو، وفي حالة ضم براهيمي إلى القائمة الجديدة، تزيد الخيارات أمام الطاقم التقني، حتى يلائم السياسة الجديدة لمُلّاك النادي، في العودة القوية هذا الموسم ومحاولة الوصول إلى بطولات الأندية الأوروبية.