قبل أيام، أصدرت الفنانة السورية نورا رحال أغنية "لم شمل" لتعود إلى الساحة الفنية الغنائية بعد انقطاع دام لما يقارب ثمانية أعوام، حيث كان آخر ألبومات رحال الغنائية ألبوم "دنيتي أحلى" الذي صدر عام 2007، وتلاه بعض الأغاني المنفردة آخرها "خايف ع بلادي" عام 2011، وبعد ذلك غابت عن الساحة الفنية تماماً لتعود اليوم بأغنية منفردة أيضاً. و"لم شمل" هي فكرة وإعداد إياد رمضان البني، ومن كلمات باسلة الحلو، وألحان وتوزيع يزن الصباغ. والأغنية صدرت على القناة الخاصة بحملة "الطفولة حياة" على "يوتيوب"، وذلك بغرض دعم أطفال مرضى السرطان، بحسب ما تم الإعلان عنه، وشاركت بإنتاجها شبكة "وطن فليكس" وإذاعة "شام إف إم".
يتمحور موضوع الأغنية حول الحنين والشوق للحبيب والمدينة التي يسكنها، أي دمشق، التي تظهر بصور باهتة لها في الـ"ليركس فيديو" الذي رافق الإصدار الرسمي من الأغنية. وتنتقد رحال في أغنيتها الحال التي وصل إليها السوريون، وتحول أحلامهم إلى مجرد معاملات ورقية وأختام، لتنتقد معاملات لم الشمل من خلال اختلاق حكاية لا تمت للواقع بصلة؛ فرحال التي تغني عن معاناتها كامرأة وحيدة في أوروبا تنتظر إنهاء معاملة لم الشمل للقاء محبوبها، هي في الواقع ابنة أب لبناني وأم سورية، وكانت متزوجة من رجل يوناني لها منه ولدان، ولم تعايش بالتأكيد المأساة السورية بالطريقة التي تتغنى بها. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنه ليس المقصود بأن الفنان يتوجب عليه أن يختار مضامين أغنياته من حياته الخاصة فقط، فمن حق الفنان أن يغني لأي قضية، ولكن المشكلة تكمن بأن رحال تستسهل القضية ولا تحيط بأبعادها رغم حساسيتها، فتعطي في نهاية الأغنية حلاً لينهي حالة الغربة والوحدة، وهو العودة إلى الوطن، وتصف "لم الشمل" بأنه "متل الضرر، متل العطل"؛ لتبدو الرسالة المراد إيصالها من خلال هذه الأغنية هو حث السوريين على العودة إلى بلادهم المقهورة، وذلك يتوافق مع لغة الخطاب الإعلامي الذي يبثه النظام السوري، الذي انشغل بالأشهر الأخيرة بالترويج لنهاية "الأزمة" وانتصاره ونادى بالعودة إلى الوطن "المطهر من الإرهاب" وسخّر برامج المنوعات في محطاته وأبواقه الفنية لإيصال هذه الرسالة؛ ولكن الأمر الذي لا يمكن إنكاره أن أغنية رحال أفضل من الناحية الفنية، ولا تقدم فيها رسائل مباشرة ومستفزة كباقي الإنتاجات السورية التي تتناول ذات القضية.
اقــرأ أيضاً
يتمحور موضوع الأغنية حول الحنين والشوق للحبيب والمدينة التي يسكنها، أي دمشق، التي تظهر بصور باهتة لها في الـ"ليركس فيديو" الذي رافق الإصدار الرسمي من الأغنية. وتنتقد رحال في أغنيتها الحال التي وصل إليها السوريون، وتحول أحلامهم إلى مجرد معاملات ورقية وأختام، لتنتقد معاملات لم الشمل من خلال اختلاق حكاية لا تمت للواقع بصلة؛ فرحال التي تغني عن معاناتها كامرأة وحيدة في أوروبا تنتظر إنهاء معاملة لم الشمل للقاء محبوبها، هي في الواقع ابنة أب لبناني وأم سورية، وكانت متزوجة من رجل يوناني لها منه ولدان، ولم تعايش بالتأكيد المأساة السورية بالطريقة التي تتغنى بها. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنه ليس المقصود بأن الفنان يتوجب عليه أن يختار مضامين أغنياته من حياته الخاصة فقط، فمن حق الفنان أن يغني لأي قضية، ولكن المشكلة تكمن بأن رحال تستسهل القضية ولا تحيط بأبعادها رغم حساسيتها، فتعطي في نهاية الأغنية حلاً لينهي حالة الغربة والوحدة، وهو العودة إلى الوطن، وتصف "لم الشمل" بأنه "متل الضرر، متل العطل"؛ لتبدو الرسالة المراد إيصالها من خلال هذه الأغنية هو حث السوريين على العودة إلى بلادهم المقهورة، وذلك يتوافق مع لغة الخطاب الإعلامي الذي يبثه النظام السوري، الذي انشغل بالأشهر الأخيرة بالترويج لنهاية "الأزمة" وانتصاره ونادى بالعودة إلى الوطن "المطهر من الإرهاب" وسخّر برامج المنوعات في محطاته وأبواقه الفنية لإيصال هذه الرسالة؛ ولكن الأمر الذي لا يمكن إنكاره أن أغنية رحال أفضل من الناحية الفنية، ولا تقدم فيها رسائل مباشرة ومستفزة كباقي الإنتاجات السورية التي تتناول ذات القضية.
وجدير بالذكر أن رحال، التي أدت خلال تجربتها الفنية العديد من الأدوار في الدراما السورية، كانت قد أعلنت عن نيتها العودة للساحة الفنية عام 2015، لكنها لم تصدر في ذلك الوقت أي أغنية، وإنما اكتفت بمشاركتها بالتمثيل في مسلسل "حرائر" وفيلم "الأم" للمخرج باسل الخطيب؛ فبدا وكأن التمثيل خطفها من الغناء، ولكنها اختفت بعد ذلك، لتعود الآن بأغنية "لم شمل" وبالإعلان عن مشاركتها بمسلسل "أثر الفراشة" مع المخرج زهير قنوع، وهو الأمر الذي قد يوحي بأن رحال تتخذ خطوات أكثر جدية للعودة هذه المرة.