لم يتركوا لنا في الأرض شيئاً
لا أولد إلا في قلبي
أرى صوت الذاكرة
بحجم النور الذي ينزف من اللغة
وبحجم جسد يتلوّى في قبره
أتكاثر في رؤاي لأبشّر الأبدية
بفتنة تتنفّس ألوان الصمت
وتمضي لتتدفّق في الحزن
أغفو على نصٍ مهجور يلهو بنار
تستحم في نداء الشتاء
وتلتهم كذبة الحياة الباردة
اللحظة ليل يقبّل جبين القصيدة
ويموت بين يديها مطوّقاً بشهوة سؤال
ظلّ ساهراً على كتف الشك
نسيت رقصتها تلك العتمة
في جلبة الانتظار وشتات المعنى
كأنما أنفاس تحرس ما لم يكتمل
وتنشد لهذا المدى عذوبة شفتين
ترتجفان من فرط التيه
من فرط عينين ذاهلتين
بشموخ عناق يتكسّر دوماً في البياض
لا أولد إلا في قلبي
لأراني نصّاً يشعّ في الحيرة
لأراني هواء في رئة الكلمات
فأغمر بمائي طريق ما لم يسرده
الغياب ولعنة القوارب المهاجرة
كم بيتاً لي في الفراغ العظيم
وفي شهقة الآلهة المكسورة
كم موتاً لي حتى أزيّن وجوه
رجال لم يقطنوا الريح
وتركوا أقواسهم في الصحراء
كم فجراً جسوراً تمدّد بدوني
وادخر اسمه في وميضي الممزّق
حتى شبّت عزلتي من كتاب
حلّق طويلاً في الخطايا
في الخطى
في خيوط نسجت كل هذا الحداد
كنت تلك الصرخة المكثفة
أعلو وأهبط وأتهجى الكارثة
أتلفت وحدي إلي
وأختبئ خلفي
لا وجه لي
لا أوراق
لا ورد
كي يحضر العطر
ويجسّ روحي القديمة
من يمنح موجي سهو البحر
وبصيرة أعمى يُحصي خسارات
بحّارة قضوا في الأعماق
وحفروا أساطيرهم في الماء
ليس في اليد ما يختلسه الجنون
مزيداً من النبيذ
حتى تستطيل أصابعي
وأرفع الأيام الشاحبة
مسوخاً للعاصفة
مزيداً من النبيذ
لأرهف ما تبقى لوهج المنفى
وأدلّ الراسخين على الخراب هناك
مزيداً من النبيذ
أيها الخراب
مزيداً مني
الأشباح تتعرّى في اسمي
والنحيب روحي التي تترك
نشيدها الناقص في الجنازات
لا تسألوا امرأة عن أطفالها
المنزلقين نحو الهاوية
لا تسألوا الأغوار السحيقة
عن عيون شربت دهشتها
وابتلعها السراب
لا تسألوا امرأة ستخونها رحمها
وتذوي في القفار
ذلك نورها المهدود بالشجن
وجِهاتها اللافحة بالصقيع
تقدم من عينيها قليلاً
وهب في جسدها لترمق روايتها
المذبوحة باللعنة وسماوات المجاز
مزيداً من النبيذ
لتحضن في المنتهى هذا الخراب
مزيداً من بلاغتك أيها اليتم
لم يتركوا لنا في الأرض شيئاً.
* شاعرة جزائرية
اقــرأ أيضاً
لا أولد إلا في قلبي
أرى صوت الذاكرة
بحجم النور الذي ينزف من اللغة
وبحجم جسد يتلوّى في قبره
أتكاثر في رؤاي لأبشّر الأبدية
بفتنة تتنفّس ألوان الصمت
وتمضي لتتدفّق في الحزن
أغفو على نصٍ مهجور يلهو بنار
تستحم في نداء الشتاء
وتلتهم كذبة الحياة الباردة
اللحظة ليل يقبّل جبين القصيدة
ويموت بين يديها مطوّقاً بشهوة سؤال
ظلّ ساهراً على كتف الشك
نسيت رقصتها تلك العتمة
في جلبة الانتظار وشتات المعنى
كأنما أنفاس تحرس ما لم يكتمل
وتنشد لهذا المدى عذوبة شفتين
ترتجفان من فرط التيه
من فرط عينين ذاهلتين
بشموخ عناق يتكسّر دوماً في البياض
لا أولد إلا في قلبي
لأراني نصّاً يشعّ في الحيرة
لأراني هواء في رئة الكلمات
فأغمر بمائي طريق ما لم يسرده
الغياب ولعنة القوارب المهاجرة
كم بيتاً لي في الفراغ العظيم
وفي شهقة الآلهة المكسورة
كم موتاً لي حتى أزيّن وجوه
رجال لم يقطنوا الريح
وتركوا أقواسهم في الصحراء
كم فجراً جسوراً تمدّد بدوني
وادخر اسمه في وميضي الممزّق
حتى شبّت عزلتي من كتاب
حلّق طويلاً في الخطايا
في الخطى
في خيوط نسجت كل هذا الحداد
كنت تلك الصرخة المكثفة
أعلو وأهبط وأتهجى الكارثة
أتلفت وحدي إلي
وأختبئ خلفي
لا وجه لي
لا أوراق
لا ورد
كي يحضر العطر
ويجسّ روحي القديمة
من يمنح موجي سهو البحر
وبصيرة أعمى يُحصي خسارات
بحّارة قضوا في الأعماق
وحفروا أساطيرهم في الماء
ليس في اليد ما يختلسه الجنون
مزيداً من النبيذ
حتى تستطيل أصابعي
وأرفع الأيام الشاحبة
مسوخاً للعاصفة
مزيداً من النبيذ
لأرهف ما تبقى لوهج المنفى
وأدلّ الراسخين على الخراب هناك
مزيداً من النبيذ
أيها الخراب
مزيداً مني
الأشباح تتعرّى في اسمي
والنحيب روحي التي تترك
نشيدها الناقص في الجنازات
لا تسألوا امرأة عن أطفالها
المنزلقين نحو الهاوية
لا تسألوا الأغوار السحيقة
عن عيون شربت دهشتها
وابتلعها السراب
لا تسألوا امرأة ستخونها رحمها
وتذوي في القفار
ذلك نورها المهدود بالشجن
وجِهاتها اللافحة بالصقيع
تقدم من عينيها قليلاً
وهب في جسدها لترمق روايتها
المذبوحة باللعنة وسماوات المجاز
مزيداً من النبيذ
لتحضن في المنتهى هذا الخراب
مزيداً من بلاغتك أيها اليتم
لم يتركوا لنا في الأرض شيئاً.
* شاعرة جزائرية