وتجمع المتظاهرون أمام السفارة المصرية في "بارك لاين" في لندن، رافعين لافتات وصوراً لضحايا فض الاعتصامات وشارات "رابعة" وأعلام مصر وفلسطين، بالإضافة إلى صور للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي.
وردد المتظاهرون، الذين كان الكثير منهم يرتدي قمصان صفراء عليها شارات "رابعة"، هتافات تطالب بالقصاص للقتلى والإفراج عن المعتقلين.
واتجهت الحشود إلى "وسيتمينستر" حيث تجمعت أمام مقر الحكومة البريطانية، "10 داونينغ ستريت"، مرددة شعارات تندّد بصمت الحكومة البريطانية إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وشارك في التظاهرة نشطاء في حقوق الإنسان، مصريون ومن جنسيات مختلفة، مطالبين بتحريك دعاوى ضد المسؤولين عن فض اعتصام "رابعة"، وتقديمهم للمحاكمة. ومن بينهم الناشط في مجال حقوق الانسان وعضو منظمة "ستوب ذا وور"، (أوقفوا الحرب)، كريس ناينهام، الذي قال لـ"العربي الجديد": "شاركنا اليوم في هذه التظاهرة للتنديد بمجزرة اعتصام "رابعة" التي ارتكبتها القوات الأمنية المصرية بحق أعضاء الإخوان المسلمين ومؤيديهم قبل عام". وأضاف أن "ما حصل هو انقلاب ضد الديمقراطية، وهو شيء يحزننا فعلاً".
ولفت ناينهام إلى أن ما "يحصل في غزة من عدوان هو مشابه لما يحصل في مصر، ففي كلا الحالتين هناك انتهاكات وعدوان. كما نجد أن الغرب يُساند العدوان والانتهاكات بحق مدنيين في فلسطين ومصر". وأوضح أن "الرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي، يقف إلى الجانب الإسرائيلي ومع التوجهات الغربية، وهذا ما يدفعنا إلى مقاومة ذلك عبر مشاركتنا في هذه التظاهرات".
من جهته، قال رئيس مؤسسة "قرطبة لحوار الثقافات في لندن"، أنس التكريتي، لـ"العربي الجديد" إن "العالم اليوم يتذكر ما نسميه بمذبحة القرن. فقبل عام تم فض الاعتصام السلمي في ميدان رابعة، الذي استمر لأكثر من ستة أسابيع، بشكل همجي ووحشي قلّ نظيره". وأضاف: "ارتكبت المذبحة تحت عدسات كاميرات التلفزيون وقتل وجرح الآلاف. وبدأت مصر منذ ذلك اليوم بالانحدار، والعالم يشاهد بين صامت ومشجع ومصفّق وبين ضعيف يستنكر ولكن ليس بيده شيئاً يفعله".
ورأى التكريتي أن "التقرير الأخير حول مجزرة اعتصام رابعة الذي نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، والذي يجرّم الرئيس المصري والمؤسسة العسكرية ويتهمهما أنهما ارتكبا جرائم ضد الانسانية، يعني أن المعادلة تغيّرت، إذ إن الأصوات المطالبة بالحرية ستصل أروقة البرلمانات والمنابر الحكومية في العالم".
وتعدّ هذه التظاهرة من بين الفعاليات التي خرجت في بلدان العالم، احتجاجاً على فض احتجاجات اعتصامي "رابعة" و"النهضة" في مصر.
ففي 14 أغسطس/ آب من العام الماضي، فضت القوات المصرية بالقوة اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة، متسببة في مجزرة راح ضحيتها 632 قتيلاً، منهم 8 من رجال الشرطة، بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية إن أعداد القتلى وصل إلى ما يقارب الألف.