وبعد أيام من الرسائل المتباينة حول التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة، وهو أمر لا يحظى بقبول أغلبية من الناخبين، أوضحت لوبان في مقابلة مع رويترز أنها تريد انسحاب فرنسا من الوحدة النقدية الأوروبية.
وقالت "اليورو لم يحمِ أحداً بل على العكس. اليورو كان عبئاً بالنسبة للأسعار والوظائف والقدرة التنافسية لشركاتنا وسيكون تنشيط الاقتصاد دون العملة المشتركة أبسط كثيراً".
واتهمت المؤسسة السياسية بالرغبة في تخويف الناخبين ودفعهم للتفكير بشكل مختلف عن ذلك.
وأضافت لوبان أنها تريد أن تستبدل اليورو بشكل آخر أشبه بسلة العملات التي كان معمولاً بها قبل اليورو.
وتابعت أن هذه السلة ستصبح معمولاً بها مع عملة وطنية، قالت إنها تأمل أن تطرح للتداول في غضون عامين من توليها الحكم.
وتتنافس لوبان، صاحبة المركز الثاني في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا الأسبوع الماضي، مع مرشح الوسط إيمانويل ماكرون (39 عاماً)، على تأشيرة العبور إلى الإليزيه، في الدور الثاني للاقتراع المقرر في 7 مايو/ أيار المقبل.
وحسب مراقبين، فإنه في حال فوز لوبان، سيواجه الاقتصاد الفرنسي تحديات ضخمة حيث يعاني من ارتفاع معدل البطالة فوق 10%، كما يعاني من مديونية مرتفعة تقدر بنحو 2.1 ترليون دولار.
ورغم أن أغلبية كبيرة من حزب الجبهة الوطنية اليميني تؤيد العودة للفرنك، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن ثلاثة أرباع الناخبين الفرنسيين يريدون الاحتفاظ باليورو.
وفي الأسبوع الماضي قالت لوبان إن التخلي عن العملة الموحدة ليس أولوية اقتصادية قصوى لديها، ولم يظهر هذا الأمر في مطبوعات حملتها الانتخابية قبل جولة التصويت الثانية.
لكنها قالت لـ"رويترز" إن السبب في ذلك "أن 99.999% من الفرنسيين يعرفون موقفي تمام المعرفة".
وفرنسا عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي ويعتقد كثير من المستثمرين أن خروجها من الوحدة النقدية سيعجل بنهاية العملة الموحدة.
وسئلت عما إذا كان تفاوض فرنسا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيدفع الناس لسحب أموالهم من البنوك الفرنسية، فقالت "أنا واثقة أنه لن تحدث أزمة مصرفية".
وعندما ألحت "رويترز" عليها في السؤال عما إذا كانت ستفرض قيوداً على سحب الأموال عند الضرورة، قالت لوبان "إذا حدث تهافت على البنوك فمن الممكن تصور مثل هذا الحل بضعة أيام لكني أقول إن هذا لن يحدث".
وقالت إنها ستبدأ مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي فور فوزها من أجل استعادة السيادة الوطنية تتناول التخلي عن اليورو واسترداد السيطرة على حدود فرنسا والقدرة على التشريع دون تدخل.
وأضافت أن هذه المفاوضات ستستمر من ستة إلى ثمانية أشهر وستجري فرنسا بعدها استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.
(رويترز، العربي الجديد)