استمع إلى الملخص
- يُعتبر مطار بيروت الدولي المنفذ الرئيسي للمسافرين في ظل العدوان الإسرائيلي، حيث تواصل شركة طيران الشرق الأوسط تسيير رحلاتها ونقل المساعدات الدولية، وقد نقلت 130 ألف راكب منذ توقف الشركات الأجنبية.
- زار وزير الاقتصاد أمين سلام مقر الشركة لدعم جهودها، مشيدًا بدورها في مواجهة التحديات وأهمية المطار للتجارة والاقتصاد اللبناني.
كشف رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) محمد الحوت أنّ "تطمينات وصلتنا من خلال المراجع الحكومية وبعض السفارات الغربية الفاعلة، باستمرارية مطار بيروت وضرورة إبقائه آمناً ومُحيَّداً عن الضربات بغض النظر عن إجلاء الرعايا الأجانب أو انتهاء هذه الحملة".
ويتصدّر مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت المشهد منذ توسّع رقعة العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، إذ تواصل طائرات "الشرق الأوسط" تسيير الرحلات ذهاباً وإياباً مع تعليق بقية شركات الطيران العربية والدولية رحلاتها، وذلك على الرغم من الغارات العنيفة التي يشنّها الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها ونقاط على مسافة قريبة جداً من المطار وطرقات تؤدي إليه.
ولوّحت إسرائيل أكثر من مرة بضرب مطار بيروت كما تفعل على صعيد مرافق رسمية أخرى، وقصفها المعابر الحدودية، بذريعة وجود أسلحة لحزب الله ولقطع إمداداته، علماً أنّ السلطات الرسمية اللبنانية تواصل إصدار المواقف والبيانات التي تؤكد أن جميع المرافق خاضعة لرقابة الأجهزة الأمنية الرسمية وإدارتها، وقد كثفت في الفترة الأخيرة من عمليات التفتيش تجنّباً لأي خرق، ومن تعزيز أكبر لدور الجيش اللبناني.
ويُعدّ مطار بيروت خصوصاً بعد قصف إسرائيل معبر المصنع الحدودي مع سورية، المنفذ الأول للمسافرين الذين يريدون مغادرة الأراضي اللبنانية في ظلّ توسّع رقعة العدوان والمعارك البرية الدائرة بين حزب الله وجيش الاحتلال على الحدود، علماً أنّ تذاكر السفر المرتفعة جداً دفعت بالعديد من المواطنين إلى اختيار السفر بحراً عن طريق شركات موثوقة، خصوصاً إلى قبرص وتركيا.
كذلك، يستقبل مطار بيروت منذ أيام المساعدات الدولية والعربية التي تصل إلى لبنان والشعب اللبناني في ظلّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرّ بها من جراء العدوان، خصوصاً مع نزوح ما يزيد عن مليون و200 ألف نازح أي ما يعادل ربع سكان البلاد، حيث تقوم دول عدة منها قطر والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية أيضاً، بمد جسر جوي يتضمن جميع أدوات الاستجابة للطوارئ، من أدوية ومستلزمات نظافة وبطانيات ومستلزمات المأوى وغيرها.
وزار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام مقرّ شركة "طيران الشرق الأوسط" في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وعقد اجتماعاً مع رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت.
وقال الحوت: "زيارة وزير الاقتصاد هي لدعم لشركة طيران الشرق الأوسط في هذا الوقت الذي نقوم به بواجبنا الوطني، وإن شاء الله يستمر المطار بالعمل خلال الأشهر المقبلة، بالرغم من الظروف الصعبة نستمر بالعمل بأمان دون تعريض المسافرين أو الطواقم أو الطائرات والموظفين للمخاطر".
وأضاف: "لقد سيرت الشركة منذ وقف الشركات الأجنبية، ما معدّله 36 رحلة ذهاب و36 رحلة إياب يومياً، وتمكنت من نقل 130 ألف راكب، منهم 110 آلاف مغادرين و20 ألفاً واصلين، ونأمل الاستمرار على هذه الوتيرة بدعم جهود جميع المخلصين ومنهم الوزير سلام".
وحيّا الحوت "جميع العاملين في المطار وشركة طيران الشرق الأوسط وجميع المضيفين والموظفين، كذلك في الطيران المدني"، وقال أيضاً "لا ننسى أبداً الجيش اللبناني الذي يقوم بدور رائع في المطار، وجميع القوى الأمنية العاملة في المطار من قوى أمن داخلي وأمن عام وجمارك"، مؤكداً أنّ "عمل المطار منسَّق بين الجميع".
بدوره، قال سلام، "زيارتنا اليوم هي واجبٌ وفخرٌ لنا ولطيران الشرق الأوسط وكلّ القيّمين عليها وعلى رأسهم الحوت. الشركة اليوم، هي شركة طيران الصمود، وهذه صفة من صفات لبنان والشعب اللبناني".
وأضاف: "هناك مشهدية موثقة سيذكرها التاريخ عندما نشاهد عبر شاشات التلفزة العربية والعالمية طائرات شركة طيران الشرق الأوسط تقلع وتهبط في المطار بالتزامن مع سقوط الصواريخ في المناطق القريبة منه"، معتبراً أنّ "هذا عملٌ وطنيٌّ غير مسبوقٍ نفتخر به، ونشهد لكلّ العاملين سواء في الطيران المدني والجيش اللبناني وطيران الشرق الأوسط وكلّ الفريق العامل بالشركة من طيّارين أو مضيفين أو موظفين، فالجميع في الشركة يضع نفسه في موقع دقيق ووطني".
وتابع: "نقلت إلى رئيس شركة طيران الشرق الأوسط صورة من كلّ الدول التي زرتها لشكرهم على دعم لبنان، والشكر متبادل ويمنحنا القوة كلبنانيين، حكومةً وشعباً ومؤسسات".
وشكر "شركة طيران الشرق الأوسط على إجلاء الرعايا"، مشيراً إلى أنّ "الحوت زوَّده بأرقام الرحلات"، وقال إنها "عشرات الرحلات ذهاباً وإياباً، والأرقام كبيرة نسبة لشركة طيران تعمل وحدها وتحمل هذه المسؤولية. لذلك نقوم اليوم بزيارة دعم للشركة وإدارتها".
وأضاف سلام "أكدنا خلال لقائنا اليوم، الاهتمام الدولي الكبير بأن يبقى هذا المرفق العام المدخل والمخرج للتجارة والاقتصاد والأمن اللبناني، وأن يستمرّ التواصل اللبناني مع العالم. كل دول العالم تبذل جهوداً كبيرة ليبقى هذا المرفق آمناً ومفتوحاً بغض النظر عن دقة الظرف الذي نمر فيه وصعوبته".