ضبطت السلطات في طرابلس الغرب عدداً من تجار الهجرة غير الشرعية الذين استغلوا الأوضاع الأمنية المتدهورة وضعف الرقابة على الحدود لتسهيل مرور المهاجرين إلى شواطئ جنوب أوروبا عبر قوارب الموت.
وقال عضو لجنة الطوارئ في المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية، عبد القادر الحويلي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات فجر ليبيا قبضت على 10 مسؤولين ملاحين وإحالتهم للتحقيق لتورطهم في المتاجرة بالمهاجرين غير الشرعيين، وتم تحويلهم إلى مكتب النائب العام الذي يجري تحقيقات حول الاتهامات الموجهة إليهم.
وأضاف الحويلي أنه تم القبض على ثلاثة أشخاص من المتورطين في منطقة زواره واثنان في صبراتة و5 في القرة بولي، في حين أفلت من قبضة الأمن عدد آخر من التجار. وأكد أن هناك عصابات منظمة تنقل المهاجرين من مدينة القطرون في أقصى الجنوب الليبي وحتى المدن الساحلية ولها علاقات بعصابات أخرى موجودة في إيطاليا، بحسب الحويلي.
وحسب تقارير دولية، وصل عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا 219 ألف شخص في عام 2014، من بينهم 171 ألف من ليبيا، بما يشكل نسبة 400% مقارنة بعام 2013.
وأعلنت السلطات الإيطالية السبت الماضي أنها أنقذت 274 مهاجراً من سفينة في البحر المتوسط، في حين وصل أكثر من 300 مهاجر آخرين جرى إنقاذهم إلى ميناء صقلية.
ويعتقد مسؤولون إيطاليون أن أعداد المهاجرين، الذين ينتظرون مراكب في ليبيا لتنقلهم إلى
أوروبا، قد تصل إلى نحو مليون، غالبيتهم لاجئون هربوا من الأزمة في سورية أو يسعون للفرار من الفقر والجوع في إفريقيا.
وأوضح الحويلي أن تأخر اعتماد الموازنة لدعم حرس الحدود من شأن حماية الحدود، يفاقم الأزمة، بالإضافة إلى صعوبة إيواء المهاجرين وترحيلهم بسبب عدم توافر الأموال اللازمة لهذه العمليات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وأكد أن مكافحة الهجرة غير قانونية تحتاج إلى دعم دولي.
وأشار إلى أن مركز إيواء المهاجرين البالغ عددها 10 مراكز موزعة على مختلف انحاء البلاد منها الشاطئ.
وقال سكان محليون من مدينة القطرون تبعد بحوالى 1100 كيلومتر عن جنوب طرابلس إن هناك تزايداً بشكل مخيف للمهاجرين غير الشرعيين عدد منهم يستوطن في أحياء عشوائية والآخر يقوم بالعبور إلى المدن الساحلية .
وأشاروا إلى أن تكلفة نقل المهاجر من سبها إلي طرابلس بدون جوزات سفر تتجاوز ألف دينار ليبي.
وقال أحد الصيادين بطرابلس، محمد الطرابلسي، لـ"العربي الجديد"، إن السواحل الليبية تفتقر إلى رقابة كافية من حرس السواحل، مشيراً إلى أن الحراسات الموجودة خجولة جداً بالمقارنة مع عدد قوارب المهاجرين.
وأشار إلى أن الشواطئ تحتاج إلي عمليات تفتيش بشكل دقيق مؤكداً بأن هناك ضعاف النفوس يقومون بالمتاجرة بالهجرة غير شرعية حيث يدفع كل مهاجر نحو ثلاثة آلاف دولار والطفل نحو 500 دولار .
وتعصف بليبيا أزمة سياسية خانقة بسبب الصراع على الشرعية والسلطة بين حكومة يعترف بها المجتمع الدولي وتتخذ من طبرق في شرق البلاد مقرا لها، وحكومة تفرض سيطرتها على طرابلس وبنغازي بمساندة المؤتمر الوطني.
وتصف التقارير الدولية هذا النوع من التجارة غير المشروعة التي تصاعدت الفترة الأخيرة في ظل الاضطرابات والحروب بأنها مربحة.
وحسب الأمم المتحدة، يجني المهربون من إفريقيا إلى أوروبا، ومن أميركا الجنوبية والوسطى إلى أميركا الشمالية، نحو 6 مليارات و800 مليون دولار سنوياً، في حين يجني بعض المهربين أكثر من 60 ألف دولار أسبوعياً من هذه العمليات.
اقرأ أيضاً: ليبيا ترحّل مهاجرين غير شرعيين