لم ينجح المجلس الرئاسي الليبي، في الإيفاء بمهلة الأيام العشرة، التي منحها برلمان طبرق في 25 يناير/كانون الثاني، لرئيس المجلس فائز السراج، من أجل تقديم تشكيلة حكومية جديدة مصغرة، في ظل الخلافات حول توزيع الحقائب وتحديداً وزارة الدفاع. وهو ما دفع المجلس الرئاسي الليبي، المدعوم من الأمم المتحدة، أمس الإثنين، إلى الطلب من برلمان طبرق تمديد المهلة الممنوحة له لأسبوع إضافي للتقدم بتشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني، بحسب مصدر في المجلس تحدث لوكالة "فرانس برس". وبرر المصدر طلب تمديد المهلة بـ"حاجة المجلس المؤلف من تسعة أعضاء إلى وقت لتفحص السير الذاتية والتشاور".
وتشير التسريبات من مدينة الصخيرات المغربية، التي تجرى فيها المشاورات بين المجلس الرئاسي ولجنة الحوار السياسي الليبي، إلى أن حقيبة الدفاع تشكل العقبة الأساسية في ظل استمرار الخلاف حول دور اللواء خليفة حفتر في المرحلة المقبلة، نتيجة تمسك معسكر طبرق وعدد من قيادات المحاور به في مقابل رفض أي دور له من قبل معسكر طرابلس.
وفي السياق، طالبت مجموعة من القيادات العسكرية وأمراء المحاور في مدينة بنغازي، أمس الإثنين، أن يتم اختيار وزير الدفاع من المنطقة الشرقية، مرشحين "حفتر أو آمر كتيبة 204 دبابات العقيد المهدي البرغثي لحقيبة الدفاع" للمنصب. وفي محاولة للضغط باتجاه اختيار حفتر أو البرغثي، اعتبروا أنه "لا يجوز التنازل أو التفريط، أو المساومة على وزارة الدفاع مهما كلف الثمن، وأنهم لن يعتدوا بأي اسم مدني أو عسكري يكون غير المذكورين سابقاً". كما أكدوا أنهم لن يعترفوا بـ"حكومة الوفاق" ما لم تنفذ طلباتهم.
اقرأ أيضاً: مؤشرات التدخّل العسكري في ليبيا: "كثير من التفكير والتخطيط"
أما الخيار الثاني فيدفع به نائب رئيس المجلس الرئاسي، علي القطراني، ويتضمن الإبقاء على منصب وزير الدفاع شاغراً لشهرين على الأقل، بحسب موقع "ذا ليبيا أوبزيرفير". وفي حال الموافقة على هذا المقترح، فإنه سيتاح لحفتر أن يبقى في منصبه كقائد للقوات الموالية لمعسكر طبرق. ونقل عن القطراني تهديده بالانسحاب من المجلس الرئاسي مجدداً في حال تم تحديد اسم وزير الدفاع.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، قد التقى أول من أمس، بالسراج لبحث آخر مستجدات تشكيل الحكومة. وبحسب المكتب الإعلامي للسراج، الذي لم يحدد مكان اللقاء، فإن "كوبلر عرض على رئيس حكومة الوفاق الليبية نتائج زيارته لمدينة شحات (شرقي ليبيا) ولقاءه برئيس مجلس النواب عقيلة صالح"، يوم الجمعة الماضي.
اقرأ أيضاً: تحضيرات تونسية لمواجهة ارتدادات التدخّل المحتمل في ليبيا