اقرأ أيضاً: محاصرو مضايا للعالم: نحن نموت.. جوعاً
وأفاد الناشط عين جابر في حديث مع "العربي الجديد"، بأن الوضع في المدينة يزداد سوءاً، إذ لا تزال حالات الإغماء تأتي تباعاً الى المستشفى الميداني الذي يفتقر إلى كل شيء ما خلا بعض علب (حلوى الشوكولا) للحالات الاضطرارية.
وأشار جابر إلى "ورود معلومات لم نتأكد منها بعد عن وصول وفد من الأمم المتحدة إلى منطقة (هابيل)، بالقرب من مدينة الزبداني، والتي تضم قيادة قوات النظام وحزب الله المحاصرة لبلدة مضايا، من أجل أخذ الموافقة على بدء إدخال قوافل الإغاثة لأكثر من 40 ألف مدني يحتضرون جوعاً أمام مرأى المجتمع ومسمعه".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، ديبة فخر، في تصريحات صحافية، إن إرسال المساعدات إلى مضايا معقد جداً، إذ يحتاج لتنسيق مع أطراف كثيرة فاعلة ميدانياً هناك. غير أنّ المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، باول كرزيسياك، قال لوكالة الأنباء الألمانية، إن "توصيل المساعدات للبلدات الثلاث سوف يبدأ الأحد على أقل تقدير".
وكانت حكومة النظام السوري قد أعلنت يوم الخميس موافقتها على إدخال مساعدات إلى مضايا بشرط إدخال وقود الى بلدتي كفريا والفوعة المواليتين له في ريف إدلب.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان لها أن الحصار المضروب على بلدة مضايا أدى إلى وفاة 23 مريضاً من الجوع في المركز الصحي التابع لها منذ الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول 2015، مشيرةً إلى أن ستة منهم عمرهم لا يتجاوز العام الواحد، وخمسة فوق سن الستين، أما الأشخاص الـ 12 الباقون، فتتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وستين عاماً، يتوزّعون بين 18 ذكراً و5 إناث.
وشددت المنظمة على أنها "في حالة ذعر تامة على مصير المرضى الذين يتلقون العلاج في الوقت الحالي، وعلى مصير سكان المنطقة البالغ عددهم 20000 شخص والذين لم يتوفر لديهم إلا القليل من الطعام لأشهر عديدة".
وفي الإطار، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن النظام استخدم سلاح الحصار والتجويع في الحرب على نحو ممنهج، مشيرة إلى أنه لم يلتزم ببنود الهدنة التي عُقدت أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، والتي تنص على فك الحصار عن بلدة مضايا. وأكّدت مقتل 63 شخصاً في البلدة، بينهم 21 قتلوا جوعاً وضمنهم 8 أطفال وثلاث نساء، منذ بدء سريان الهدنة التي وصفتها بـ "القاتلة"، مشيرة إلى أن الحصار يأخذ صبغة طائفية كون حزب الله يشارك في فرضه، مؤكدة أن عمليات شراء أراضي السكان تتم من قبل الحزب مقابل الطعام، ومحذرة مما سمّته "عملية تغيير ديمغرافي واستيطان على خلفية مذهبية تجري في المنطقة من قبل حزب الله".
كما صدرت بيانات إدانة للحصار على بلدة مضايا ومدن سورية أخرى من قبل منظمات، واتحادات عربية وإسلامية ودولية، إذ اعتبرت رابطة علماء المسلمين في بيان لها أن "ما يتعرض له أهلنا في سورية عامة، وبلدة مضايا خصوصاً جريمة عظمى ونازلة كبرى توجب على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، مؤسسات وأفراداً، المبادرة لنصرتهم وكشف ما نزل بهم من ضر". فيما دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية إلى إغاثة المحاصرين في بلدة مضايا، معتبرة الصمت العالمي على تلك الجريمة عاراً يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته، ومنظماته الحقوقية والإنسانية.
بدوره، دعا الائتلاف الوطني السوري الأمم المتحدة لتصنيف الوضع في مضايا والزبداني ومعضمية الشام (غرب دمشق) كارثة إنسانية، وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل، وتقديم المساعدات عبر الجو في حال مواصلة المليشيات منعها من الدخول برّاً. وتضم هذه المدن المحاصرة أكثر من 90 ألف مدني يتهددهم الموت جوعاً وبرداً في ظل غياب مواد التدفئة والغذاء والدواء.
كما طالب مجلس محافظة ريف دمشق في الحكومة السورية المؤقتة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي داعية إلى إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى المحتاجين في كل أنحاء سورية، مذكراً بأن القرار الأممي 2165 الصادر في عام 2014 لا يشترط موافقة النظام على إدخال المساعدات. واتهم المجلس حواجز حزب الله التي تحاصر البلدة ببيع مواد غذائية للمدنيين في مضايا بأسعار خيالية.
ونفذ عدد كبير من اللبنانيين اعتصاماً تضامناً مع بلدة مضايا، بحيث قاموا بقطع الطريق الدولي في منطقة المصنع الحدودية مع سورية مرددين شعارات منددة بالحصار، فيما دعا ناشطون سوريون إلى اعتصامات اليوم، في كل دول العالم "لنقل معاناة أهلنا في الداخل، وفضح صمت العالم أمام أطفال، ونساء، وكبار سن، يموتون من الجوع في القرن الواحد والعشرين"، وفق ما جاء في النداء الذي أطلقوه على مواقع التواصل الاجتماعي.