وقالت مصادر معارضة من داخل مضايا، لـ"العربي الجديد"، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "النظام وحزب الله قاموا بإحاطة مضايا بالأسلاك الشائكة وآلاف الألغام المضادة للأفراد، إضافة إلى نشر عشرات القناصة في محيط المدينة، ويطلقون النار على أي إنسان يحاول الخروج من المدينة أو الاقتراب من الأسلاك الشائكة، طفلاً كان أو كهلاً".
وأوضحت أن "حزب الله هو إلى اليوم القائم على إدارة حصار مضايا، بشكل مطلق، حيث له اليد العليا في أي شأن يخص المدينة"، مضيفة أنه "حتى مسألة الخروج من المدينة تعود لقرار الحزب، والذي تقاضى في الفترة الماضية 2500 دولار أميركي عن كل شخص يرغب بالخروج من مضايا، أو أن يلتحق بالمليشيات الموالية ويقاتل ضمن صفوفها، مقابل إخراج عائلته من المدينة الجائعة، حتى إن هناك حالات إنسانية لم يوافق على خروجها لتلقي العلاج إلا مقابل مبالغ مالية".
اقرأ أيضاً: اليوم الأول لمضايا بعد دخول المساعدات
من جانبه، نشر مدير المشفى الميداني في مدينة مضايا، عامر برهان، على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، "إذا كنت تريد الخروج من معتقل مضايا الكبير ما عليك إلا أن تذهب أنت وعائلتك إلى الحاجز فتسلم نفسك ليأخذوك إلى مكان مجهول، إما معتقل أو إلى جبهات القتال ويسمحوا لعائلتك بالتوجه حيث تريد".
وأضاف "عشرات الشباب في الزبداني ومضايا سلموا أنفسهم مقابل إخراج أهاليهم من معتقل مضايا وهم يُضّحون بأنفسهم في سبيل نجاة عوائلهم من الموت جوعاً دون أن يُعرف فيما بعد أين هم".
وقال "يوم أمس وأمام كاميرات الممانعة شاهدنا عائلات مع متاعها تنتظر الخروج حيث طُلب منهم التجمع أمام الحاجز للتصوير على أنهم يخرجون من مضايا والحقيقة أن رجالهم سلموا أنفسهم واقتيدوا إلى جهة غير معروفة وسمح للعائلات بمغادرة مضايا..، فيما يتنصل عناصر جيش النظام من الحصار ويطلبون من الأهالي التوجه بمطالبة فكه إلى حزب الله".
وأضاف "بالأمس دخلت شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالمواد الغذائية، والتي تكفي إطعام كل عائلة لمدة شهر أو أكثر بقليل وماذا بعدها؟.... لا نريد حلولاً مؤقتة لمأساة مضايا المعتقل الكبير".