ويتصدّر أعمال المؤتمر ملف الانتهاء من قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية الأوروبية، المقررة في مايو/ أيار المقبل، بعدما لم يفض المؤتمر الأول الذي عُقد في مدينة ماغديبورغ، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلا إلى انتخاب زعيم الحزب يورغ مويتن كمرشح رئيسي لقائمة الحزب للانتخابات، فضلاً عن عدد من المرشحين الآخرين لم يتجاوز الـ12 مرشحاً.
كما سيتباحث المندوبون في أساس إعداد اللوائح الانتخابية، لانتخابات الولايات المقرر إجراؤها هذا العام، في ثلاث ولايات ألمانية شرقية؛ هي: سكسونيا وبراندنبورغ وتورينغن، والتي من المتوقع أن يحقق فيها الحزب اليميني الشعبوي نتائج قوية، من الممكن أن تهزّ ميزان قوى الأحزاب السياسية الحالية.
ومن الاقتراحات الرئيسية للمؤتمر تلك المتعلقة بالسياسة الأوروبية، والتي يناقشها المندوبون الذين سيتجاوز عددهم 600، ومنها نقاط تثير التعجب حول إمكانية خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي "ديكست"، على غرار خروج بريطانيا "بريكست"، وذلك خلال الخمس سنوات المقبلة، أي الفترة التشريعية الجديدة للبرلمان الأوروبي.
ونصّ طلب لجنة خبراء الفدرالية في الحزب بهذا الخصوص، على أنّه وفي حال تمكّن "البديل لأجل ألمانيا" من تحقيق أهدافه بإعادة هيكلة بعيدة المدى للاتحاد الأوروبي، سيكون من الضروري انسحاب ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، أو حلّه بشكل منظّم، وإنشاء مجتمع اقتصادي لتحقيق مصالح أوروبا الجديدة، أي أنّ اليمين الشعبوي، وبعبارة أخرى، يعطي لنفسه خمس سنوات لتنفيذ مشاريعه وطروحاته.
كذلك يطالب "البديل لأجل ألمانيا" بأمور أخرى؛ بينها تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي الزراعية والبيئية، بما في ذلك حماية المناخ، وتقليص سلطات محكمة العدل الدولية، إلى طلب إلغاء اليورو والعودة إلى العملات الوطنية.
انتقادات وشكوك... من الداخل
يبدو أنّ مقاربات الإصلاحات السياسية التي يطرحها الحزب تبدو بعيدة المنال نسبياً، وسط انتقادات وشكوك واسعة من أكبر المتشددين فيه حول جدواها، ودعوات إلى ألا يكون التمايز في المنافسة السياسية، والاتجاه نحو أقصى رفض لأوروبا، الهدف الأول للحزب.
هذه الصيغة اعترض عليها أيضاً مويتن، والذي أبدى استياءه من برنامج الحزب الذي تطوّر بشكل يبدو فيه وكأنه يكافح الاتحاد الأوروبي، في حين أنّ زعيم الحزب يعتبر نفسه مصلحاً للتكتل وليس خصماً له، وهو عادة ما يثني على السوق الداخلية الأوروبية، على اعتبارها حالة مربحة لجميع الدول الأوروبية، يجب استمرار العمل بها.
وأكد مويتن، اليوم الجمعة، في حديث لشبكة "إي آر دي"، أنّه يؤيّد سياسة التكامل والتفاضل، داعياً الأحزاب الأوروبية الشعبوية الأخرى "الحلفاء الطبيعيين" لحزبه، بينهم "الحربة" النمساوي و"رابطة الشمال" الإيطالية، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إلى تغيير الأغلبية في أوروبا، "لأنّ الإصلاح من داخل المنظومة نفسها ممكن"، بحسب رأيه.
وكان مويتن قد أعرب، في حديث صحافي، عن "الآمال الإيجابية" للبرنامج الانتخابي الأوروبي، وقال إنّه "ضد مناهضة أوروبا"، مضيفاً أنّ لدى حزبه "رؤية واضحة تقوم على أنّه على الاتحاد الأوروبي التركيز على مهامه الأساسية".
من جانبه استغرب نائب رئيس الحزب كاي غوتشالك، وفق ما أوردت شبكة "إي آر دي"، طلب خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، متسائلاً "نخرج من الاتحاد إلى أين؟"، ليعقّب بالقول إنّ "المطلوب بناء أوروبا جديدة ليست بيروقراطية جداً، تعتمد وبقوة على الأفكار الاتحادية والمزيد من المسؤولية".
ومؤتمر الحزب مهدّد بأن تعمّه الفوضى، مثل ما حصل خلال المؤتمر الأول، قبل أقل من شهرين، فبعد أن كان من المفترض أن يتم تعيين 40 من المتقدمين لقائمة الانتخابات الأوروبية، لم يتمكّن المندوبون سوى من الوصول إلى تحديد 12 مرشحاً، بسبب كثرة المرشحين وعملية الانتخاب المعقدة.
ومن المرجّح أن تكون عملية المنافسة حول بعض القوائم مفتوحة وحامية، لا سيما وأنّه يجب تقديم القوائم الانتخابية، بحلول 4 مارس/ آذار المقبل.
ويُعقد مؤتمر "البديل لأجل ألمانيا" على وقع الاعتداءات التي طاولت، في الفترة الأخيرة، مراكز الحزب في عدد من الولايات، وتعرّض مسؤولين فيه لاعتداءات جسدية، وآخرهم مسؤول الحزب في ولاية بريمن الذي يقبع حالياً في المستشفى بعدما تعرّض للضرب المبرح، ولهذا الغرض اتخذت الشرطة تدابير أمنية مشددة حول مكان انعقاد المؤتمر.