وتجري أعمال المؤتمر، في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا، على مدار ثلاثة أيام وبمشاركة أكثر من 60 باحثاً وباحثة من الوطن العربي ومن خارجه.
ويغطي برنامج أعمال المؤتمر طيفاً واسعاً من القضايا المرتبطة بمكانة المؤسسة العسكرية في الحياة العامة والسياسية للدولة العربية منذ نشأتها وإلى غاية مرحلة الثورات العربية وما بعدها، وفي علاقاتها بالحكم والتحول الديمقراطي.
وتتوزع مساهمات الباحثين المتخصصين المشاركين بأوراق بحثية على تسع جلسات مبرمجة خلال أيام المؤتمر، من بينها أربع جلسات مزدوجة المسار تشمل كل واحدة منها محورين يجريان في قاعتين بالتزامن.
ويبدأ المؤتمر أعماله بمحاضرة عامّة يقدمها المفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، الذي شكّلت دراسة علاقة الجيش بالسلطة والحكم في الدول العربية وموقفه أو دوره في التحوّل الديمقراطي، أحد المحاور الرئيسة لجهده البحثي والفكري الذي بذله في متابعة تطورات الثورات العربية منذ أول لحظة لاندلاعها.
ونشر بشارة نتاج بحثه ضمن سلسلة كتب، ثورة مصر (في جزأين: من جمهورية يوليو إلى ثورة يناير، من الثورة إلى الانقلاب)، سورية: درب الآلام نحو الحرية، الثّورة التونسيّة المجيدة: تحليل بنية وصيرورة الثّورة من خلال يومياتها، الثّورة والقابليّة للثّورة.
بدوره، يلقي أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس، البروفيسور زولتان براني، محاضرة عامة في بداية اليوم الثاني من أعمال المؤتمر، وهو أحد أهم الدارسين لطبيعة الجيوش وأدوارها عبر العالم ولعلاقتها ببناء الدولة والتحول الديمقراطي.
ومن أبرز مؤلفات براني، كتابه الأخير بعنوان الجندي والدولة المتغيّرة: بناء الجيوش الديمقراطية في إفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركتين، وقبله كتاب انهيار الديمقراطية وانحدار الجيش الروسي، كما شارك في تأليف كتاب هل الديمقراطية قابلة للتصدير؟
ويتقدم الجلسة الأولى للمؤتمر مدخل عام من خلال مناقشة "قضايا وإشكاليات نظرية" متعلقة بموضوع المؤتمر. وتستعرض الجلسة الثانية جانباً من تاريخ التدخل المباشر للجيوش في الحكم والاستيلاء عليه من خلال مقارنات بين أنماط انقلابية متعددة في سياق الحرب الباردة. وبعد هذه المساهمات ذات الطابع العامّ والمدخلي، تلج الجلسة الثالثة، وهي الأخيرة في اليوم الأول، صلب موضوع المؤتمر لتتناول "نشوء العسكرية العربية الحديثة وتطور أدوارها السياسية".
ولجهة اليوم الثاني من المؤتمر، تجري الجلسات في مسارين متوازيين بالتزامن في قاعتين منفصلتين، فتشمل الجلسة الأولى موضوعي "الجيش والقوى غير النظامية"، و"الجيش والسلطة في حالات الجزائر وسورية والسودان".
وتواصل الجلسة الثانية مناقشة موضوع "الجيش والقوى غير النظامية" مركّزةً على الحالة السودانية، فضلاً عن موضوع "مشكلات العلاقة بين الجيش والانتقال الديمقراطي في بلدان المغرب العربي: تونس، وليبيا". وتتابع الجلسة الثالثة دراسة موضوع بلدان المغربي العربي للجلسة الثانية مع التركيز على الحالة الجزائرية، فيما يتناول المسار الثاني موضوع "مواقف المؤسسة العسكرية من الثورات العربية ومسائل إصلاحها".
وتستمر في الجلسة الأولى من اليوم الثالث مناقشة موضوع "مشكلات العلاقة بين الجيش والانتقال الديمقراطي في بلدان المغرب العربي" بتناول حالتي موريتانيا، والمغرب، فيما يخصص المسار الثاني لموضوع "المؤسسة العسكرية العراقية ودورها السياسي بين التاريخ والراهن"، وتناقش الجلسة الثانية موضوعي "الانقلابات السودانية وأبعادها السياسية"، و"المؤسسة العسكرية المصرية من الثورة إلى الانقلاب".
وتجري الجلسة الأخيرة في برنامج أعمال المؤتمر في مسار واحد تحت عنوان "مقاومة الانقلابات في الديمقراطيات الفتيّة في ضوء الانقلاب التركي الأخير".
هذا وعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أربع دورات من المؤتمر السنوي العلمي لقضايا التحوّل الديمقراطي في الأعوام 2012، 2013، 2014، و2015، وكانت مواضيعها بهذا الترتيب "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتجاهات"، "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: مسائل المواطنة والدولة والأمة"، "المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير"، و"العنف والسياسة في المجتمعات العربية".