وقال عضو بمجلس مدينة عانة (الحكومة المحلية)، إنّ المئات من العوائل فرّت إلى خارج مناطق القتال على أطراف عانة والريحانية، ولم تجد أي من الاستعدادات التي أعلنت عنها الحكومة لاستقبال النازحين عند بدء المواجهات المسلحة مع إرهابيي "داعش".
وأضاف محمد العاني لـ"العربي الجديد"، أنّ العائلات خرجت ولا يوجد أي مخيم، كما لا توجد أي وسائل مساعدة لهم ولا سيارات لنقلهم، وحاليا هم يفترشون العراء وبوضع إنساني سيئ للغاية".
مصادر بالشرطة العراقية قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك عوائل خرجت منذ ليلة أمس وأمضوا ليلتهم في العراء بلا أي مساعدات". مؤكدة أنه "لن يتم نقلهم حتى تدقيق أسمائهم والتأكد من أنه ليس بينهم عناصر من داعش أو من عوائلها"، وفقا لقوله.
من جهة أخرى، ذكر ناشطون مدنيون أنّ النازحين من المناطق الغربية في الأنبار يمرون بأوضاع مأساوية بانتظار نقلهم إلى مخيمات النزوح، وأنّ إجراءات التدقيق الأمنية متعبة وبطيئة جداً.
وقال الناشط المدني عبد الحميد الراوي، إنّ "المئات من العائلات التي هربت من مناطق القتال تفترش العراء غربي مدينة الرمادي في منطقة 18 كيلو، بسبب الإجراءات الأمنية والتعامل السيئ من قبل قوات الأمن العراقية".
وتابع الراوي: "القوات الأمنية العراقية لا تسمح بعبور العائلات النازحة إلى الرمادي وباقي المناطق المحررة التي تنتشر فيها مخيمات النازحين، إلا بعد إجراء تدقيق أمني روتيني ممل وطويل ومتعب جداً، في وقت وصل فيه النازحون من المناطق الغربية بعد مسيرهم لساعات طويلة وبعضهم ليوم أو يومين في الصحراء بلا طعام ولا ماء".
فيما انتقد مدير شبكة حقوق الإنسان في العراق سامي العاني، الحكومة ومسؤولي محافظة الأنبار، معتبراً أن هناك كوارث إنسانية قد تحصل في مخيمات النزوح إن لم يتم التدخل لحلها.
وقال العاني في بيان اليوم: "إلى الحكومة العراقية ومسؤولي الأنبار ومن يدّعي الإنسانية، أهلنا في مخيم 18 كيلو يعانون الأمرين، نزوحهم من المناطق الغربية والعطش والنوم على الأرض".
وتساءل في البيان منتقداً مسؤولي وزارة الهجرة في الأنبار: "ما هو دور وزارة الهجرة في الأنبار؟ وأين بياناتهم السابقة التي أكدت فيها استعدادها لموجات النزوح؟".
وناشد البيان الجيش العراقي السماح للعوائل بالمرور نحو المدن المحررة للوصول إلى المخيمات المخصصة للنازحين، ومن ثم تدقيق الأسماء وعدم تركهم بهذه الحالة.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لوصول موجات النازحين إلى مناطق غرب الرمادي، ليلة أمس الثلاثاء، أظهرتهم يفترشون العراء في المناطق الصحراوية.
Facebook Post |
ولعدم وجود مساعدات إغاثية لهم، نشر الناشطون مناشداتهم مع أرقام هواتف خصصت لتلقي التبرعات من الميسورين، لإغاثة النازحين الفارين من معارك المناطق الغربية بالغذاء ومياه الشرب والأدوية اللازمة.
ووصف النازحون الإجراءات الأمنية غربي الرمادي بـ "التعسفية"، معتبرين أن حجز النازحين في الصحراء بحجة التدقيق الأمني في العراء بلا ماء ولا طعام حالة غير إنسانية وغير أخلاقية.
وقال الناشط الحقوقي حازم الشجيري، "اشتدت المعارك في المناطق الغربية مؤخراً سبب موجات نزوح كبيرة عبر الصحراء، لكن للأسف عند وصول عشرات الأسر النازحة لم تستقبلهم القوات الأمنية بطريقة حضارية، بل حجزتهم في الصحراء بحجة التدقيق الأمني".
ووصف الشجيري وضع النازحين هناك بالمأساوي، موضحاً أن "على القوات الأمنية أن تعجل بإجراءات التدقيق التي تسببت بوفاة طفلة صغيرة ليلة أمس نتيجة الإجراءات الروتينية البطيئة وغير الإنسانية".