هو سؤالٌ طبيعي يطرحه كل من يتابع الكالتشو بعد النتائج الأخيرة لفريق العاصمة.
عمليّاً، لا توجد إجابة واحدة تساعد على تحليل حالة الفريق، بل العديد من الإجابات أو لنقل الاحتمالات التي أدّت إلى هذا التراجع المخيف في الفريق.
لم يفُز روما على أرضه منذ فوزه على إنتر آخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذا ما استثنينا مباراة إمبولي في الكأس التي فاز فيها، لكن بعد وقت إضافي، أي أننا نتحدّث عن تسع مبارياتٍ متتالية، وهذا رقم كبير جداً لفريقٍ يريد الفوز باللقب!
قبل انطلاق الموسم، الترشيحات التي أعطت روما اللقب كانت أكبر بكثير من تلك التي أعطته لليوفي، وفي البداية كان الانطباع أن روما سيفعل ذلك بعد صيامٍ دام أربعة عشر عاماً.
كان كل شيء يسير على ما يرام عند انطلاق الموسم، حتى أن الفريق كاد أن يعود من تورينو بتعادلٍ على الأقل، لو جرت الأمور على ما يرام في مباراة اليوفي، لكن بعدها تغيّر كل شيء.
ثم أتى السقوط التاريخي أمام بايرن ميونخ في الأوليمبكو الذي أفقد الفريق توازنه، فهزّ ثقته بنفسِه بشكلٍ كبير، وجعله يخسر الكثير من معنوياته، وفي مكان مثل روما، المعنويات والحماس لهما دورٌ كبير.
بعد ذلك توالت النتائج المخيبة، تعادلات بالجملة، الفريق يتأخر غالباً في النتيجة، الخروج من دوري الأبطال بعدما كان بوضعٍ جيّد، ثم الخروج على أرضه من كأس إيطاليا في المباراة التي شهدت أول احتجاجات علنيّة من الكورفا سود تجاه الفريق منذ أن استلمه رودي جارسيا.
جارسيا الذي طالته سهام الانتقادات بشكلٍ كبير، مثل الاتهامات بفقدانه السيطرة على اللاعبين، وبالضعف أمام فرانشسكو توتي، وبعدم تغيير طريقة اللعب، وأمور أخرى..
التعادل أمام فاينورد في الدوري الأوروبي والاحتجاجات الجديدة لجمهور الفريق كانت تأكيداً أن الأزمة تكبُر في روما.
لم يساعد المركاتو روما أبداً، بل على العكس، والمراجعة التي قام فيها ساباتيني متحملاً المسؤولية دليل على ذلك، لكن الصحيح أيضاً أن الفريق لم يكن محظوظاً على مستوى الإصابات: لياندرو كاستان، كيفن ستروتمان، مايكون، في مقدّمة اللاعبين الذين يؤثر غيابهم، ميراليم بيانيتش الذي تراجع مستواه كثيراً، أما دانييلي دي روسي، اللاعب الأعلى دخلاً في الكالتشو، يبدو وكأنه صار شخصاً آخر مع غارسيا.
لا شكّ في أنّ عملية التحضير تلعب دوراً مهماً، ولا شك في أن المسؤولية الأكبر تقع على غارسيا، لكن بعيداً عن كل ذلك، لا مجال الآن للتصحيح، الوقت هو فقط وقت الحسم، في أسبوع واحد، يلعب روما أوراقاً كي تنهي موسمه أو تطلقه من جديد، مباراة الإياب في روتردام وخاصة القمّة مع اليوفى في روما، الفوز فقط كفيل بجعل النفق يصبح أقصر، وإلا سينتهي الموسم فعلياً في مطلع مارس/آذار، لفريق كان ينتظره الكثيرون على منصة التتويج نهاية الموسم، وقلة منهم ما تزال تتوقّع ذلك. كل شيء ممكن، لكن الأمر صار يحتاج إلى مفاجأة حقيقية، فهل روما قادر على تحقيقها؟
لمتابعة الكاتبة ...https://twitter.com/ShifaaMrad