تذهب الفنانة العراقية ماريا نيسان إلى تقديم أعمال تركيبية تتضمّن رؤى ومعالجات ثقافية تهمّ المجتمعات الراهنة، وتستفيد في ذلك من دراستها التربية الفنية والرسم في "جامعة جورجيا" الأميركية، كما نالت شهادة في الفن من "أكاديمية أثينا" قبل انتقالها إلى فلورنسا وتحصل على درجة الماجستير.
قدّمت قضايا راهنة في مشاريعها مثل اللاجئين في اليونان مع موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها الأعوام الأخيرة، كما اشتغلت على النسوية ضمن مقاربات تتصل بمسائل جدلية عديدة، واستهلاك النفايات في إطار بيئي، إلى جانب البحث البصرية في الهويات الثقافية.
"محيطات بلاستيكية" عنوان مشروعها الجديد الذي تعرضه في "دار الأدى" في عمّان منذ الثلاثين من الشهر الماضي، ويتواصل حتى مساء يوم غدٍ الثلاثاء، وتعالج تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال طرح تساؤلات حول السبل لمواجهته، ودور الفنان في هذه المواجهة.
تعبّر مجموعة الأعمال البلاستيكية عمّا يشبه الحوار بين الفنان صاحب الرسالة وبين الشركات المنتجة لهذه القطع البلاستيكية، ففي أحد الأعمال، وهو عبارة عن قطع بلاستيكية مربوطة معاً، تؤكد الفنانة أنه في الوقت الذي يتم فيه استخدام كل كيس من قِبل مستهلك واحد في المتوسط لمدة اثنتي عشرة دقيقة، فإن هذه الأكياس والزجاجات البلاستيكية بعد انتهاء هذه الدقائق ستستقر في محيطاتنا ومدافن القمامة لمدة 1000عام.
يسلط العمل التركيبي الضوء على ممارسات الإنسان التي تؤدي إلى الإضرار بالبيئة، من خلال عرض مجموعة من القطع الفنية التركيبية التي تم إنشاؤها من الأكياس والزجاجات البلاستيكية المستخدمة في جميع أنحاء العالم، والتي جمعتها نيسان خلال تجوالها وأسفارها، ثم وضعتها حول دائرة نصف قطرها 10 أمتار، وأذابت بعضها بالحرارة، وربطت بعضها الآخر ضمن تشكيل فني محدد.
تقول الفنانة في تقديم المعرض: "يبحث عملي في الموضوعات الرئيسية للهوية الثقافية والمفاهيم الأثيرية حول (الوطن)، نظراً لانتمائي إلى أسرة عراقية آشورية حاصلة على تعليم في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، فإن خلفيتي تولد رغبتي في إنشاء مشاريع فنية متعددة الثقافات، تربط اتجاهات متنوعة وأحياناً متعارضة مع بعضها بعضاً".