وتطرّق البحث إلى التهديد الأمني الذي تشكّله الجماعات المسلّحة المتطرفة، ليس على المنطقة فحسب بل على دول العالم وعلى التوازنات الراهنة، بحسب المخاوف التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي. وتلا اللقاء حفل عشاء أقامه هولاند على شرف الأمير الزائر والوفد المرافق، تناول أيضاً الملفات المتعلقة بالدفاع والتعاون الثنائي، كما تم التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم طويلة الأمد بين فرنسا والمملكة السعودية، اللتين تجمعهما أصلاً اتفاقية شراكة إستراتيجية.
وتشعّبت مواضيع البحث وتطرّقت إلى الهبة التي وضعتها الرياض بتصرّف فرنسا، من أجل تزويد لبنان أسلحة بقيمة ثلاثة مليارات دولار وفقا لحاجات الجيش اللبناني، إلى جانب هبة المليار دولار الإضافية التي أعلن عنها رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في زيارته الأخيرة إلى بيروت، بعد أحداث بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مطلع الشهر الماضي، بين الجيش اللبناني ومسلّحين من "داعش" و"جبهة النصرة".
واستمع الرئيس الفرنسي من ضيفه إلى رأي الرياض، باعتباره يتولّى مهام وزارة الدفاع، إلى جانب كونه ولياً للعهد، وهو يتابع عن كثب ملفات عدة في المنطقة، منها نشاط الجماعات الإسلامية والتحرّكات التي تقوم بها دول الخليج مجتمعة، لمواجهة هذا الخطر خصوصاً بعد تفعيل مجلس التعاون الخليجي، على ضوء محاولات الحدّ من الخلاف القطري ـ السعودي.
وبحث الجانبان ماهية الدور الإيراني وموقف طهران الذي اطلعت عليه السعودية خلال زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إلى جدة وإجرائه مباحثات مع وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل في موضوع "مواجهة التطرف والإرهاب والأوضاع في فلسطين بعد الحرب الأخيرة على غزة".
وكان هولاند أكد في كلمته أمام السفراء الفرنسيين يوم الخميس الماضي أن وقف النار في غزة بحاجة إلى تحصين، مشدداً على ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من أجل التوصل إلى حلّ نهائي. كما لم يغب الوضع العراقي وتحضيرات فرنسا لاستضافة مؤتمر حول هذا البلد.