قبلَ بداية شهر رمضان، تحرص مجموعات شبابية عدة في مدينة طنجة في المغرب على تجهيز "القفة" الرمضانية، وإعداد برامج وفعاليات خيرية لصالح الفقراء والمحتاجين والأشخاص المعوقين. وفي مركز "أجيال"، يشارك متطوعون يومياً في توزيع وجبات صغيرة على المارة، ويعدّون إفطاراً جماعياً يعود ريعه لأطفال مصابين بمتلازمة داون.
في السياق، يقول رئيس المركز عدنان العافية (27 عاماً) إنه هذا العام، "اخترنا إطعام المارة والناس الذين يعملون لوقت متأخر. أردنا أن نكون مع الناس في الشارع والاستغناء عن موائدنا الكبيرة التي كنا نعدها في البيوت". وتوزّع الوجبات في أماكن مختلفة، على غرار المحطة حيث يتجمع المسافرون، والأسواق، والأحياء المهمشة. ويشرفُ على تحضيرها وتوزيعها 12 متطوعاً، منهم أطفال عرفوا بالمبادرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشمل وجبات الإفطار التي يستفيد منها مائة صائم يومياً على التمر والحليب واللبن والعصير والكعك والجبنة والمياه، ويستفيد منها عمال النظافة والمسافرون وغيرهم، علماً أنها توزّع قبل موعد الإفطار بنحو خمس دقائق. أيضاً، يتضمن المشروع حملات لتنظيف المساجد، وتوزيع ثياب العيد على المحتاجين، وإقامة إفطار جماعي في دار العجزة، وتنظيف المقابر وغيرها. ويقول العافية: "نتعاون مع عائلاتنا وبعض المقربين"، لافتاً إلى أن بعض الناس يتجاوبون مع الحملات ويتبرعون بمواد عينية. ويؤكد أن المركز يرفض الحصول على مال من أحد، مضيفاً أننا "نحتاج فقط إلى رخصة من السلطات المحلية لتسيير أنشطتنا".
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة مركز أجيال تعدّ نموذجاً للتضامن الاجتماعي والإحسان، وهي واحدة من بين عشرات الحملات الرمضانية لفعل الخير. وتتبنى العديد من الجمعيات والمجموعات الشبابية الفكرة ذاتها في مدينة طنجة والقرى المجاورة لها. ويقول العافية إن كثرة أعمال الخير أمر إيجابي لأن يداً واحدة لا تصفق، مضيفاً "إننا نحاول تحديد الأماكن والفئات المستفيدة بشكل مختلف عن الآخرين".
وأصدر والي طنجة محمد اليعقوبي قرارات صارمة قبل رمضان، بهدف الحد من استغلال بعض المبادرات للفقراء، وخصوصاً في المناطق المهمشة مثل بني مكادة ومقاطعة مغوغة، وتحديداً من قبل بعض السياسيين للترويج لحملاتهم الانتخابية المقبلة. وأعرب البعض عن انزعاجهم من تطفل السياسيين على "القفة" الرمضانية.
اقرأ أيضاً: النوبة الرمضانيّة