تحت جبل الجلون وكروم الزيتون في وادي حلزون تقع قرية شعب في الجليل الغربي، جنوب شرق مدينة عكا، وهي القرية التي سلمت من الهدم عام النكبة في 1948 رغم تهجير سكانها.
بمجهود فردي أقام أحد أبناء القرية متحف تراثٍ شعبي عام 2014 وبات مقصداً يزوره الناس من كل حدب وصوب.
ويعود المتحف لصاحبه عيسى حجاج الذي بادر إلى تجميع القطع التراثية بمجهوده الشخصي لشغفه بالتراث. وُلد عيسى حجاج عام 1951 في قرية البقارة وهي من قرى منطقة الحولة، وبعد تهجيرهم من قريتهم عام 1951 بسبب تجفيف مستنقع الحولة تم نقلهم إلى قرية شعب.
عمل حجاج مدرساً لمادة التاريخ أربعين عاماً وهو متقاعد اليوم. وخلال مساره التعليمي في المدارس العربية في قرية شعب، أدرك أن المعلمين قبل الطلاب لا يعرفون أدوات التراث والتي هي جزء من نصوص مناهج التعليم والتدريس في المدارس العربية في الداخل الفلسطيني، فسعى على مدار 20 عاماً إلى تجميع كل ما هو قديم وتراثي من أدوات الزراعة كالمنجل والشَعوب إلى أباريق القهوة والخيمة البدوية والقنديل والمكواة على الحطب، وحتى آلات الموسيقى والإكسسوارات والأعشاب الطبيعية.
واقتنى حجاج غالبية التحف التي جمعها من القرى الصغيرة في الضفة الغربية المحتلة.
ولم يكتفِ بذلك فقط، بل قام بتجميع القصص والتاريخ والحكايات الشفوية من كبار السن الفلسطينيين، باحثاً عنهم بيتاً بيتاً في جميع القرى العربية. وبحسب رأي حجاج فإن كل رجل أو امرأة كبيرة في السن لا بد من الاستفادة من مخزون الحكايات والتاريخ لديهم قبل أن يغادروا الحياة.
قرابة ثلاثة آلاف قطعة من التراث الشعبي الفلسطيني جمعها متحف التراث بقرية شعب، المفتوح للعموم، وخصوصاً مجموعات الطلاب وكبار السن.
اقــرأ أيضاً
وأوضح عيسى حجاج لـ"العربي الجديد" أن: "أغلب القطع الموجودة عندي من القرى الصغيرة في الضفة الغربية مثل البيدر، حتى اليوم يوجد بيادر في قرى الصغيرة بالضفة ويوجد المحراث الخشبي والمنجل. فالقرى الصغيرة ما زالت تستعمل هذه الأدوات الزراعية خاصة قرى منطقة الخليل، أغلبها مناطق جبلية فيستخدمون الحيوانات في الحراثة".
وبيّن أن "قطعاً قليلة وجدتها عند الناس في الجليل. ولكن يوجد عندي 3200 قطعة، وكلها لها أهميتها. كل أداة حصلت عليها لها قصة".
وأضاف "أطالع في المراجع وأعرف الروايات من المطالعة، كما أقوم بزيارة كبار السن وهم ينبوع الماء الغنائي والقصصي وحكايات الأمثال والمُلح والحزازير. فكلّما توفّي ختيار (كبير السن) نكون خسرنا. فأنا من الأمور الرئيسية التي أقوم بها اليوم أنني أذهب إليهم وأجمع منهم كل القصص".
وعن أهمية القهوة لدى العرب، خصوصاً مع احتواء المعرض على لوازمها من أباريق وفناجين تراثية، قال حجاج: "فنجان القهوة يمسك بثلاثة أصابع، ويوجد خمسة أنواع من الفناجين، الأول يسمى بفنجان الهيف ويشربه المعزب (المُضيف)، وهذا دلالة على أن القهوة طعمها جيد وغير مسمومة وأمان لكم عندي. والفنجان الثاني هو فنجان الضيف، والصب داخل الفنجان دمعة (قليل جدا) ممنوع أكثر من ذلك، والفنجان الثالث هو فنجان الكيف، هناك من يشرب القهوة كل عشر دقائق. والفنجان الرابع هو فنجان السيف وكثير من الناس لا يشربونه، وهو عقد اتفاقية دفاع مشتركة بين الضيف والمعزب برشفة قهوة، أي إذا حصل أي اعتداء عليه يدافع عنه، والفنجان الخامس هو فنجان الدم للثأر".
وعن الطير الذي يزين إبريق القهوة، قال حجاج: "على رأس إبريق القهوة يوجد طائر الغرنوق ويعيش في المستنقعات والواحات، وكان البدو خلال بحثهم عن الماء في الصحراء يتابعون طير الغرنوق وقت المغرب، ويلحقون به ليعرفوا مكان مبيته، فحيث ينام هذا الطير يوجد ماء، ومن باب تكريم الغرنوق وضعوه على الوعاء الذي يحتوي على ما يكنون له التقدير الكبير وهو القهوة. معناه أنا أفتخر بك يا طائر الغرنوق لأنك أعطيتني الحياة".
وعادة ما يختتم الزائرون جولتهم في المتحف بفرح وعرس عربي ودبكة شعبية.
بمجهود فردي أقام أحد أبناء القرية متحف تراثٍ شعبي عام 2014 وبات مقصداً يزوره الناس من كل حدب وصوب.
ويعود المتحف لصاحبه عيسى حجاج الذي بادر إلى تجميع القطع التراثية بمجهوده الشخصي لشغفه بالتراث. وُلد عيسى حجاج عام 1951 في قرية البقارة وهي من قرى منطقة الحولة، وبعد تهجيرهم من قريتهم عام 1951 بسبب تجفيف مستنقع الحولة تم نقلهم إلى قرية شعب.
عمل حجاج مدرساً لمادة التاريخ أربعين عاماً وهو متقاعد اليوم. وخلال مساره التعليمي في المدارس العربية في قرية شعب، أدرك أن المعلمين قبل الطلاب لا يعرفون أدوات التراث والتي هي جزء من نصوص مناهج التعليم والتدريس في المدارس العربية في الداخل الفلسطيني، فسعى على مدار 20 عاماً إلى تجميع كل ما هو قديم وتراثي من أدوات الزراعة كالمنجل والشَعوب إلى أباريق القهوة والخيمة البدوية والقنديل والمكواة على الحطب، وحتى آلات الموسيقى والإكسسوارات والأعشاب الطبيعية.
واقتنى حجاج غالبية التحف التي جمعها من القرى الصغيرة في الضفة الغربية المحتلة.
ولم يكتفِ بذلك فقط، بل قام بتجميع القصص والتاريخ والحكايات الشفوية من كبار السن الفلسطينيين، باحثاً عنهم بيتاً بيتاً في جميع القرى العربية. وبحسب رأي حجاج فإن كل رجل أو امرأة كبيرة في السن لا بد من الاستفادة من مخزون الحكايات والتاريخ لديهم قبل أن يغادروا الحياة.
قرابة ثلاثة آلاف قطعة من التراث الشعبي الفلسطيني جمعها متحف التراث بقرية شعب، المفتوح للعموم، وخصوصاً مجموعات الطلاب وكبار السن.
وأوضح عيسى حجاج لـ"العربي الجديد" أن: "أغلب القطع الموجودة عندي من القرى الصغيرة في الضفة الغربية مثل البيدر، حتى اليوم يوجد بيادر في قرى الصغيرة بالضفة ويوجد المحراث الخشبي والمنجل. فالقرى الصغيرة ما زالت تستعمل هذه الأدوات الزراعية خاصة قرى منطقة الخليل، أغلبها مناطق جبلية فيستخدمون الحيوانات في الحراثة".
وبيّن أن "قطعاً قليلة وجدتها عند الناس في الجليل. ولكن يوجد عندي 3200 قطعة، وكلها لها أهميتها. كل أداة حصلت عليها لها قصة".
وأضاف "أطالع في المراجع وأعرف الروايات من المطالعة، كما أقوم بزيارة كبار السن وهم ينبوع الماء الغنائي والقصصي وحكايات الأمثال والمُلح والحزازير. فكلّما توفّي ختيار (كبير السن) نكون خسرنا. فأنا من الأمور الرئيسية التي أقوم بها اليوم أنني أذهب إليهم وأجمع منهم كل القصص".
وعن أهمية القهوة لدى العرب، خصوصاً مع احتواء المعرض على لوازمها من أباريق وفناجين تراثية، قال حجاج: "فنجان القهوة يمسك بثلاثة أصابع، ويوجد خمسة أنواع من الفناجين، الأول يسمى بفنجان الهيف ويشربه المعزب (المُضيف)، وهذا دلالة على أن القهوة طعمها جيد وغير مسمومة وأمان لكم عندي. والفنجان الثاني هو فنجان الضيف، والصب داخل الفنجان دمعة (قليل جدا) ممنوع أكثر من ذلك، والفنجان الثالث هو فنجان الكيف، هناك من يشرب القهوة كل عشر دقائق. والفنجان الرابع هو فنجان السيف وكثير من الناس لا يشربونه، وهو عقد اتفاقية دفاع مشتركة بين الضيف والمعزب برشفة قهوة، أي إذا حصل أي اعتداء عليه يدافع عنه، والفنجان الخامس هو فنجان الدم للثأر".
وعن الطير الذي يزين إبريق القهوة، قال حجاج: "على رأس إبريق القهوة يوجد طائر الغرنوق ويعيش في المستنقعات والواحات، وكان البدو خلال بحثهم عن الماء في الصحراء يتابعون طير الغرنوق وقت المغرب، ويلحقون به ليعرفوا مكان مبيته، فحيث ينام هذا الطير يوجد ماء، ومن باب تكريم الغرنوق وضعوه على الوعاء الذي يحتوي على ما يكنون له التقدير الكبير وهو القهوة. معناه أنا أفتخر بك يا طائر الغرنوق لأنك أعطيتني الحياة".
وعادة ما يختتم الزائرون جولتهم في المتحف بفرح وعرس عربي ودبكة شعبية.