ورفض المتظاهرون الخروج من ساحة الاعتصام (ساحة عبد الكريم قاسم)، وسط البصرة، وفضّلوا أن تكون صلاة العيد داخل الساحة، تأكيداً على استمرار احتجاجاتهم.
وحمّل إمام الصلاة الشيخ عامر العبادي، الحكومتين المركزية والمحلية مسؤولية نقص الخدمات في المحافظة، مؤكداً أنّ "البصرة حالياً هي أكثر مناطق العراق المنكوبة، وذلك بسبب تردي الواقع الخدمي فيها".
وأشار إلى أنّ "الحكومة المحلية ما زالت حتى الآن غير متفقة على المشاريع الخدمية في المحافظة، ومنها مشروع السد لمعالجة الملوحة"، داعياً الحكومة المركزية إلى "تنفيذ الوعود التي قطعتها للمتظاهرين، وتنفيذ مطالبهم المشروعة".
وحضر صلاة العيد عشرات من المتظاهرين والمعتصمين، فضلاً عن شيوخ ووجهاء عشائريين.
وأقيمت الصلاة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت القوات الأمنية في محيط ساحة الاعتصام، وحتى بين صفوف المصلين، كما قامت بتفتيش جميع الداخلين إلى الساحة لأداء الصلاة.
وقال الناشط المدني في المحافظة، جابر العلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "صلاتنا داخل ساحة الاعتصام، رسالة إلى الحكومة والجهات المسؤولة بأنّ تظاهراتنا واعتصاماتنا لا تنتهي، ولن تتوقف حتى يتم تنفيذ مطالبنا المشروعة"، مؤكداً أنّ "المتظاهرين رفضوا الانسحاب من الساحة، وأداء الصلاة في أحد المساجد، وأصروا على أدائها داخل الساحة".
واعتبر أنّ "ساحات الاعتصام التي نطالب فيها بالحقوق المشروعة، هي ساحات مقدسة، وسيكون لها الدور الكبير في إرغام الجهات المسؤولة على تنفيذ مطالب الشعب المشروعة".
ودعا الحكومة إلى عدم "المماطلة بتنفيذ مطالب المتظاهرين"، مشيراً إلى أنّ "التظاهرات والاحتجاجات سيتضاعف حجمها بعد انتهاء عطلة العيد، ولا تراجع عنها".
وكانت القوات الأمنية في عموم المحافظات العراقية قد بدأت، قبل يوم الأحد الماضي، بتطبيق خطة أمن العيد والتي ركزت في بغداد والمحافظات الجنوبية على ساحات التظاهر والاعتصام، بينما وصفها مسؤولون ومحتجون بخطة للتضييق على المتظاهرين ومنعهم من ممارسة حق التعبير عن الرأي.