عضو البرلمان العراقي فائق الشيخ علي حذر، اليوم السبت، من تكرار السيناريو الإيراني في التعامل مع الاحتجاجات العراقية والقائم على القتل والاعتقال والتغييب.
وقال الشيخ علي في تغريدة على "تويتر": "يا سياسيي مليشيات العراق، لا تستنسخوا الأنموذج الإيراني في التعامل مع تظاهرات شعبكم الأعزل".
وأضاف "فما نجحت فيه السلطات الإيرانية عام 2009 في مواجهة ثورتهم الخضراء، وما استخدمته الشهر الماضي في قمع انتفاضة مدنهم، لن ينفع في العراق، متظاهرونا مصرون على تظاهراتهم حتى إسقاطكم أيها القتلة".
أما عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" إنعام الخزاعي، فقد أكدت أن مجزرة الخلاني حدثت "بسبب وجود تواطؤ أمني وصمت حكومي من أجل تصفية المتظاهرين"، موضحة في بيان، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي "لا يعلم أن أهم الأعمال التي يجب أن يقوم بها هي حماية الشعب من جميع الأخطار".
وأضافت الخزاعي أن "ما حدث أمس من عمليات تواطؤ أمني وصمت حكومي بهدف تصفية الشباب المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والتغيير في ساحة الخلاني وجسر السنك، ما هو إلا شاهد على إصرار حكومة الظل العميقة على ترهيب الشعب وتركيعه لمخططات قادمة مشبوهة".
وطالبت رئيس الجمهورية برهم صالح بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع اللجان البرلمانية المختصة للتحقيق في مأساة ساحة الخلاني وجسر السنك؛ لأن حكومة تصريف الأعمال "لم تترك للشعب سببا للثقة بها وبشخوصها".
كما دعت النائبة رئيس الجمهورية إلى الإسراع بتكليف شخصية عراقية يختارها الشعب لرئاسة الوزراء من أجل حماية الدولة العراقية ومؤسساتها من الحكومة العميقة.
ولم يقتصر رفض الجريمة المروعة التي ارتكبها مسلحون في ساحة الخلاني ليل الجمعة – السبت على الداخل، إذ دانت بريطانيا وفرنسا وتركيا وأميركا الجريمة.
وعلقت السفارة الأميركية على الحادثة بالقول إنها كانت مروعة ومرعبة، مطالبة السلطات العراقية بتوفير حماية إضافية للمتظاهرين من أجل منحهم الحق في التعبير عن آرائهم دون التعرض للأذى.
مسؤول عسكري عراقي رفيع قال لـ"العربي الجديد"، إن السلطات العراقية وجهت بالتحقيق في أحداث الخلاني، مشيرا إلى وجود محاولات لمعرفة الجهة التي تقف وراء الاعتداء على المتظاهرين السلميين.
ولفت المسؤول إلى "وجود تقاطعات بين وزارتي الدفاع والداخلية بشأن المسؤولية الأمنية للمنطقة، التي اخترقتها سيارات المسلحين وقتلت وأصابت العشرات".
واكتفت قيادة عمليات الجيش في بغداد بإصدار أوامر بانتشار قوات إضافية من الجيش والشرطة بشكل مكثف في محيط ساحتي التحرير والخلاني والشوارع القريبة منها، كما حاولت تبرئة نفسها من التقصير عن طريق القول إن ما حدث كان بسبب منع المتظاهرين للقوات الأمنية من الوجود في ساحة الخلاني.
يشار إلى أن التوتر تصاعد خلال الأيام الماضية بالتزامن مع الحديث عن وجود قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق لقيادة حوارات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وإنهاء التظاهرات.
واتهم متظاهرون عراقيون في وقت سابق عناصر بمليشيات "حزب الله" العراقي و"بدر" و"العصائب" و"النجباء" بالتورط في الاعتداء على المتظاهرين بعمليات طعن بالسكاكين، الخميس الماضي، في ساحة التحرير، وسط بغداد، والتي تعد من أكبر ساحات التظاهر في البلاد.