تسبب قصف جوي شنته طائرة حربية يعتقد أنها تابعة للنظام السوري، على فرن الذرة في مدينة حريتان شمال حلب، قبل ظهر اليوم الجمعة، بمقتل اثني عشر مدنياً وإصابة آخرين بجراح إصابات بعضهم خطيرة، في الوقت الذي يتواصل فيه قصف طائرات النظام السوري على مدينة حلب وبلدات عندان، وكفرحمرة، وأورم الكبرى في ريفها الشمالي، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وأدى قصف شنته طائرة حربية بصاروخين على فرن ذرة وسط مدينة حريتان، قبل ظهر اليوم الجمعة، إلى مقتل اثني عشر مدنياً من عمال الفرن والزبائن بينهم أربعة أطفال، بحسب مصادر الدفاع المدني في مدينة حريتان، وأدى القصف أيضاً إلى دمار كبير بالفرن وخروجه عن الخدمة، بالإضافة إلى احتراق عدد من سيارات السكان المركونة في المكان. وقامت فرق الدفاع المدني بإطفاء الحرائق وانتشال الجرحى، والذين تجاوز عددهم العشرين، ونقلتهم إلى المشافي العاملة في المنطقة.
وفي السياق، قال الناشط مهند العمر في حديث مع "العربي الجديد"، إن غارة جوية شنتها طائرة حربية تابعة للنظام السوري على مبنى سكني في بلدة أورم الكبرى شمال غرب حلب، تسببت بمقتل طفلتين اثنتين، وإصابة ثلاثة آخرين من العائلة نفسها.
كما أدت غارة جوية مشابهة على بلدة حيان في ريف حلب الشمالي بعد ظهر اليوم الجمعة إلى إصابة طفلين اثنين بجراح، في الوقت الذي قامت فيه مروحيات تابعة للنظام السوري بإلقاء عدة براميل متفجرة على حيي طريق الباب والمرجة شرق حلب، ليسبب انفجارها دمارا كبيرا في المباني السكنية وسقوط جرحى قامت فرق الدفاع المدني بإسعافهم إلى المشافي والنقاط الطبية العاملة في حلب.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية وشهود عيان في منطقة عفرين شمال غرب حلب، إن قوات الجيش التركي المتمركزة على الحدود دخلت ظهر اليوم الجمعة، إلى الأراضي السورية في ريف عفرين الغربي ضمن ناحية جنديرس التابعة لعفرين.
وأشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن دبابتين تابعتين للجيش التركي مع عدد كبير للجنود الأتراك يقدر بأكثر من مائة توغلت نحو 700 متر داخل الأراضي السورية، باتجاه الطريق الواصل بين قرية الحمام وبلدة جنديرس لتقوم بنصب حاجز على الطريق، وتفتش المدنيين المارين، بحثاً عن مسلحي قوات "حماية الشعب" الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، وهو الحزب المصنف كـ"جماعة إرهابية" لدى تركيا باعتباره فرعاً لحزب "العمال الكردستاني" النشط على الأراضي التركية.
وليست المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش التركي الأراضي السورية، إذ سبق أن نفذت قوة خاصة عملية رصد واستطلاع استهدفت مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجهة الشرقية لولاية كيليس، وذلك في السابع من مايو/ أيار الجاري. وفي شهر فبراير/ شباط من العام الماضي، دخل رتل عسكري تركي مؤلف من عشرات المدرعات ومئات المقاتلين إلى الأراضي السورية لينقل ضريح سليمان شاه؛ جد مؤسس الدولة العثمانية، من مكانه السابق قرب جسر قرقوزاق على نهر الفرات بريف منبج، إلى مكانه الجديد الذي اختارته الحكومة التركية قرب قرية آشمة في ريف عين العرب بريف حلب الشرقي.