في فيرنسى، كما هو اسمها الإيطالي، أو فلورنسا كما هي ترجمتها باللّغة العربية، يعيش النجم المصري، محمد صلاح، أفضل أوقات مسيرته الكروية، وهو الذي كان يعاني التهميش في تشلسي...
لا شكّ في أن هناك فارقا في المستوى بين فريق مورينيو وفريق مونتيلا.. هذا صحيح. لكن لاعب بالإمكانيات التي أظهرها صلاح، ليس مفهوماً كيف لم يجد مساحة أكبر في البلوز، من حسن حظ جمهور الفيولا طبعاً..
جمهورٌ صار صلاح ملهمه بسرعة البرق، النجم المصري على غلاف مجلة الفريق الشهرية، قمصانه تباع كالخبز، كما يقال في إيطاليا، في متجر النادي الملاصق للملعب، حتى إنه صارت هناك بيتزا باسمه في أحد أشهر المطاعم في المدينة.. "بيتزا صلاح".
الأمر ليس وليد صدفة طبعاً، ولو أنه حصل بسرعة قياسية، لكن ما قدّمه صلاح في مبارياته حتى الآن مذهل فعلاً، سجّل في ساسوولو، بعدها حسم التأهل مع توتنهام، أمّن أول فوزٍ للفيولا في سان سيرو على إنتر منذ خمسة عشر عاماً. والأهم، وهذا ما أمّن له كل هذه المحبّة عند جمهور فيورنتينا، أنه هزم يوفنتوس على ملعبه بثنائية ستبقى للتاريخ بكل معنى الكلمة. ومن يعرف الخصومة الموجودة بين الفريقين، من فيورنتينا تجاه اليوفى تحديداً، يمكنه أن يُدرك إلى أي مدى وصل صلاح بهذين الهدفين في قلوب جماهير فريقه.
لا شكّ في أن الخسارة القاسية أمام لاتسيو أعادت الهدوء قليلاً إلى صحافة كالت المديح بشكلٍ لا ينتهي لصلاح، منوّهة بصفقة تبادله مع كوادرادو المربحة جداً لمونتيلا. وفي الواقع لم يكن هناك تبادل، بل إن صلاح حصل عليه فيورنتينا كنوعٍ من التحفيز للقبول بالتخلي عن جزء بسيط جداً من الشرط الجزائي في عقد كوادرادو، وهو سيبقى مع الفيولا الموسم المقبل مقابل مليون يورو فقط، وبعدها إن أرادوا شراءه عليهم دفع ما يقارب 18 مليون يورو.
لا شكّ في أن المهمّة الآن صارت أصعب على صلاح، صار محطّ أنظار الجميع، فقد عنصر المفاجأة، وعلى أمل أن يأخذه الغرور أو الشهرة.. لكن إمكانياته العالية وسرعته، خاصة مع الثقة الكبيرة بنفسه، ستساعده بالتأكيد، ولما لا مساهمته بأول لقبٍ في عهد ديلا فالى سيكون أمراً رائعاً إن حصل، سيجعل مكانته أكبر عند عشاق الفيولا، جمهور بدأ منذ الآن يحلم بهجوم فيه جوميز، صلاح وروسي، هجوم يمكنه من المنافسة على اللقب بحسب رأيهم، ورأي الكثيرين أيضاً.
لكن لنترك الأحلام الآن، أساساً، الواقع يبدو كأنه حلم لمحمد صلاح، نجم سحر الكالتشو بسرعته، بأهدافه، وبابتسامته الدائمة...
لمتابعة الكاتب..https://twitter.com/ShifaaMrad