وتأتي الذكرى الرابعة لأحداث شارع "عيون الحرية"، كما يحلو لمن شاركوا في أحداث الثورة تسميته، نظرا لفقدان الكثير من الشباب المشاركين في الأحداث أعينهم جراء إصابتهم بطلقات الخرطوش، التي كانت تطلقها الأجهزة الأمنية على المتظاهرين في تلك الأحداث، وسط تغير ملحوظ في مواقف العديد من القوى السياسية والحركات الثورية، التي ظلت الخلافات بينها واضحة طيلة السنوات الماضية التي أعقبت الأحداث الأصلية في 19 نوفمبر 2011.
فحركة الاشتراكيين الثوريين، التي كانت تحمل موقفا رافضا بشكل مطلق لجماعة الإخوان المسلمين سبق أن أصدرت بيانا، في وقت سابق، أعلنت خلاله رفضها محاولات القمع التي يتعرض لها أعضاء جماعة الإخوان، فيما يتصاعد الحديث بشكل متواصل داخل الجماعة وكياناتها الشبابية عن الدعوة للاصطفاف من جديد بين الكيانات الثورية، في ضوء تنكيل النظام المصري بكل من شارك في ثورة 25 يناير.
اقرأ أيضاً: أزمة الطائرة الروسية تغيب عن مجلس اﻷمن القومي المصري
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه عدد من مجموعات الأولتراس، مثل نهضاوي ورابعاوي، إحياء الذكرى على الرغم من التحذيرات الأمنية والتشديدات التي تفرضها قوات مشتركة من الجيش والشرطة في محيط ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، حيث أكد أحد شباب أولتراس نهضاوي، عبد الفتاح علي: سنشارك في إحياء الذكرى الرابعة التي شارك فيها عدد كبير من شباب الإخوان في أحداثها الأولى على الرغم من أن البعض يحاول القفز على تلك الحقيقة بمقولة "الإخوان باعونا في محمد محمود"، مضيفا: "على الرغم من ذلك سنتجاوز عن تلك الخلافات التي لا يحتملها الظرف الراهن بعد أن اتضح لرفقاء الميدان أن ما حدث في 30 يونيو لم يكن ثورة، ولم يكن إلا انقلابا عسكريا استغل حسن النوايا لدى البعض وجعل منهم غطاء مدنيا وثوريا له.
وتابع: نحن أيدينا ممدودة للجميع منذ البداية، ولم نخوّن أحدا ولم نعادِ أحدا، نحن مستعدون للاتفاق مع أي طرف من جديد لإحياء توحّدنا الذي هزّ نظام مبارك، لافتا إلى أن أرضية ومشتركات 25 يناير يمكنها أن تسع الجميع بعيدا عن نقاط الخلاف.
من جهته، قال أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب "مصر القوية"، إنه لا توجد نية من جانب الحزب وشبابه في تنظيم أي فعاليات تخص الذكرى، لافتا إلى أن الأجواء غير مواتية في ظل الظروف الراهنة والتعامل الأمني مع النشطاء.
الأمر نفسه أكده القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت، الذي ذكر أن الأجواء الأمنية تصعّب من تنظيم فعاليات لإحياء الذكرى، على صعيد التظاهر والوقفات الاحتجاجية، خاصة في ظل الشراسة الأمنية التي يتعامل بها النظام السياسي مع معارضيه، كما شدد على أن الموقف من جماعة الإخوان المسلمين هو التعامل على صعيد المبدأ بمعنى "أننا نرفض الظلم الذي يمارَس ضد أي طرف مهما كان"، متابعا: "الجماعة وشبابها يعملون من وجهة نظرهم، ونحن نعمل وفقا لوجهة نظرنا، وربما تتلاقى الجهود في وقت من الأوقات".
من جانبه، قال أحمد رامي القيادي بالجماعة إن ما يعيق التواصل مع الحركات الثورية المختلفة هو التضييق الأمني، الذي يفرضه النظام الحالي، مؤكداً في الوقت ذاته احترام الجماعة لكافة هذه الحركات.
وتابع رامي: "محمد محمود يوم من أيام ثورة يناير الممتدة التي تعلمنا فيها جميعا من أخطائنا، ودفعنا ثمن ذلك دماء غالية"، في إشارة للأخطاء التي وقعت فيها الجماعة ثم بعد ذلك شركاء ميدان 25 يناير.
وتابع: إن علينا ونحن نمر بالذكرى الرابعة للأحداث أن نتذكر ما كان بها من إيجابيات، وفي مقدمتها أن هناك قطاعا لا بأس به من ثوار يناير كانوا يتمتعون برؤية سياسية صحيحة، وأن هناك من شباب الإخوان من لم تقيدهم الأيديولوجيات، الحسابات السياسية، وكانوا كتفا بكتف مع باقي زملائهم من الحركات الاخرى مثل الشهيدة أسماء محمد البلتاجي.
من جهة أخرى، وبمحاذاة الذكرى الرابعة دشنت حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر، هاشتاغ بعنوان "ما بعد السيسي".
اقرأ أيضاً: السيسي يفرض "إتاوة" على الزواج.. والشباب يهتف "الجوازة باظت"