محمد موسى يحلم بأن يصير طبيب أطفال

24 مايو 2018
أقرأ القصص التي أحبها (العربي الجديد)
+ الخط -

ينظر الطفل الفلسطيني محمد براء عدنان موسى (12 سنة) إلى قصته المصوّرة بعينين حالمتين بمستقبل أفضل. يتأملها فرحاً وهو يقلّب صفحاتها بينما تزيّن وجهه ابتسامة، هو الذي يخفي الكثير من الأحزان. فقد مات والده الذي يتحدّر من مدينة صفد الفلسطينية بعد عامين من ولادته، ليعيش يتيماً، وترك مع أمه وأخوته مخيم سبينة للاجئين الفلسطينيين في سورية بسبب الحرب وتوجهوا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، ليهربوا من الموت الذي لاحقهم. كذلك قُتل العديد من أقاربه في أثناء الحرب، كما تهدّم منزل العائلة بسبب القصف. لكنه ما زال يحلم، ويتمنى انتهاء الحرب، والعودة إلى سورية، ومتابعة تعليمه فيها.

يعيش أفراد أسرة محمد المؤلفة من ثلاث بنات وولدين، على ما تقدمه لهم الأونروا من مساعدات مادية يدفعون منها إيجار المنزل الذي تبلغ قيمته مئتي ألف ليرة لبنانية (نحو 135 دولاراً)، وما يتبقى معهم من مال يقتاتون به. كانت أخته تعمل في إحدى روضات المخيم وتساعد العائلة قبل أن تتزوج وتهاجر مع زوجها. كذلك هاجرت أخته الثانية مع زوجها. إحداهما توجّهت إلى السويد والأخرى إلى ألمانيا، وهكذا تفرقت العائلة.

يقول محمد: "مات أبي منذ عشر سنين حيث سقط من علو بينما كان يعمل في البناء. ولدت في سورية، فأنا فلسطيني من سكان سورية. وأنا اليوم في الصف السادس الأساسي، وأتعلم في إحدى مدارس الأونروا في مخيم عين الحلوة". يتابع: "لجأنا أنا وأمي وأخوتي إلى لبنان وعند وصولنا توجهنا فوراً إلى مخيم عين الحلوة واستأجرنا منزلاً في حي طيطبا. في بداية وصولنا إلى المخيم عملت أختي التي هاجرت لاحقاً مع زوجها إلى السويد معلمة في إحدى روضات الأطفال حتى نستطيع تأمين ما نحتاجه من مال لسداد احتياجاتنا من مأكل ومشرب وإيجار للبيت، ولاحقاً صارت الأونروا تدفع لنا مبلغاً من المال يسد بعض احتياجاتنا".




وعن دراسته يقول: "أذهب إلى المدرسة كسائر الأولاد الذين في مثل عمري. أحب المدرسة وأحاول جهدي أن أنال أعلى الدرجات لأنني أرغب في أن أكون طبيباً في المستقبل". يتابع: " فور الانتهاء من واجباتي المدرسية أتوجه إلى مكتبة جمعية ناشط في المخيم، حيث أطالع، فأقرأ القصص المنوعة التي أحبها، وأتعرف على رفاق جدد في بعض الأحيان". أما عن العودة إلى سورية، فيقول محمد: "أتمنى أن تنتهي الحرب، لأعود إلى سورية، ويعود جميع أقاربي الذين تفرقوا. فمنهم من هاجر، ومنهم من لا نعرف عنهم شيئاً. أتمنى انتهاء الحرب حتى نتمكن من بناء بيتنا من جديد، وربما ترجع أختاي اللتان هاجرتا إلى أوروبا".