تحتفل "مدرسة شمسي لتعليم فنون السيرك" بالعام الخامس عشر على تأسيسها في مدينة سلا المغربية. وهي استقطبت منذ افتتاحها عام 2009، الآلاف من أبناء الأحياء المغربية الفقيرة، تحديداً أحياء مدينة سلا، التي يتفاقم فيها التسرب المدرسي وتسوّل الأطفال وتسكّعهم في الشوارع.
أسّست "الجمعيةُ المغربية لمساعدة الأطفال" هذه المدرسة، الأولى من نوعها في المغرب، لتساعد الأطفال على الاندماج في مجتمعهم، والتعايش مع الآخرين، وأيضاً الحصول على فرص عمل في المستقبل، إذ غالباً ما يتجّه متخرجو هذه المدرسة للعمل في فرق مسرحية محليّة وفي مجال التمثيل، وإذا كانوا محظوظين ينتقلون للعمل في فرق سيرك دولية، والأهمّ أنها تنقذهم من حياة التسكّع في الشارع والبطالة التي تهدّد مستقبلهم.
كان الهدف الأول للمدرسة وفق مؤسّستها، السيّدة ثريا بو عبيد، إنقاذ أطفال سلا من حياة الشارع، وبعد عقد ونصف عقد، يبدو أنّها نجحت في إنقاذ كثيرين، بينما أمامها الكثير من العمل.
تضمّ المدرسة، إلى جانب المدرّبين على فنون السيرك من مغاربة وفرنسيين، فريقاً من المربّين، هدفهم التحدث مع الأطفال المتسرّبين من المدرسة والمتسكعين في الشوارع وتوعيتهم إلى مخاطر واقعهم، وجذبهم للانتساب إلى "مدرسة شمسي" حيث يتعلّمون القراءة والكتابة، إلى جانب تدريبات السيرك، من لياقة بدنية وأكروبات إلى ترويض الحيوانات... وتظهر هذه المهارات جليةً خلال العرض السنوي الكبير الذي تقيمه المدرسة بمناسبة نهاية العام الدراسي.
آلاف الأطفال تخرجوا من المدرسة خلال عقد ونصف عقد، مئة منهم على الأقل أصبحوا اليوم فنّانين محترفين، ومن لم تصبه النجومية بسهامها فقد أخطأه سهم البطالة والتهميش، ومُنح فرصة لحياة أفضل.