أرجأت بيادر (23 عاماً)، زفافها نحو أسبوعين، بعدما طفت بقع زرقاء على جسدها. قبل شهر، التحقت بأحد مراكز التنحيف في وسط العاصمة بغداد. بدت سعيدة في بادئ الأمر، إلى أن حدث ما حدث. عزت ما أصابها إلى "جهل العاملين بأصول الرشاقة"، وعدم معرفتهم بحميات غذائية مناسبة، فقررت الاكتفاء بممارسة الرياضة في البيت، بعدما فقدت الثقة بهذه المراكز.
بعد عام 2003، انتشرت مراكز التنحيف في بغداد وغيرها من المحافظات، وامتلأت الشوارع بيافطات تروّج لهذه المراكز، مركّزة على استعمالها أجهزة حديثة. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية هذه المراكز تقع في أزقة فرعية.
في السياق، تقول الطالبة خديجة، لـ"العربي الجديد": "لم أحقّق النتيجة التي أردتها ولم أخسر شيئاً من وزني. ولأنني عانيت على الصعيدين الصحي والنفسي، توقفت عن الذهاب إلى المركز، وخصوصاً بعد اعتراض إخوتي حفاظاً على تقاليد العائلة". أما شيرين فريد (25 عاماً)، فتقول لـ"العربي الجديد"، إن "غالبية الفتيات يقصدن هذه المراكز للترفيه ولقاء الأصدقاء. فالأوضاع الأمنية جعلت من التنزّه في الأماكن العامة أمراً صعباً. لذلك تصبح هذه المراكز خيارهن الوحيد".
من جهته، يقول صاحب أحد مراكز التنحيف النسائية، أوس نعمة، فيبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "غياب الرقابة أدى إلى زيادة أعداد هذه المراكز من دون أن تراعي بالضرورة الشروط الصحية، حتى أن بعضها ليس مرخصاً". يُضيف أن "نساء كثيرات يقصدن هذه المراكز، بخاصة أنهن بحاجة إلى متابعة من قبل مدربين".
من جهتها، تقول المدربة فاتن إن "غالبية النساء اللواتي يأتين إلى مراكز التنحيف يطالبن بالحصول على جسد مثالي، وفي وقت قصير، وهذا غير ممكن. فيلجأن إلى مراكز أخرى ويتدربن لساعات أطول، ما قد يسبب لهن مشاكل صحية، أو يتناولن الأعشاب المنحفة".
من جهته، يقول الطبيب شامل زغير، لـ"العربي الجديد"، إن "الخوف اليوم لا يقتصر على مراكز التنحيف هذه، بل المحال التي تبيع الأعشاب الخاصة بالنحافة، مثل الخروع وغيرها"، لافتاً إلى أن "النساء يقبلن عليها من دون أن يعرفن أن كثرة تناولها قد تؤدي إلى مشكلة في جدار المعدة والأغشية المخاطية الموجودة في القولون، بالإضافة إلى جفاف وعسر في الهضم. أيضاً، يمكن أن تؤدي تلك الأعشاب إلى هبوط في السكر والضغط، ونقص في أملاح الجسم. وتزداد خطورتها لدى ممارسة الرياضة من دون الالتزام بتعليمات المدرب".
يضيف شامل أنه "بعدما قامت فرق التفتيش والرقابة التابعة لوزارة الصحة بجولة على تلك المحال، اكتشفت أن بعضها ليس مرخصاً، وأن العلاجات التي يصفها أصحابها ليست ملائمة، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية. وفي المحافظات الجنوبية، عالجنا حالت عدة في المستشفيات بعد تناولها أقراصاً خاصة بخفض الوزن، أو المحافظة على الرشاقة، أو تقوية عضلات الجسم". ويلفت إلى "وجود تقصير واضح من قبل فرق الرقابة الصحية التابعة لوزارة الصحة والفرق التشغيلية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وخصوصاً أنه لا تتوافر فيها الشروط القانونية والصحية". ويشير إلى ضرورة "قياس أوزان المتدربين أسبوعياً، بالإضافة إلى إجراء فحوصات طبية خاصة قبل بدء التدريبات"، موضحاً أن "بعض الذين يعانون بسبب الوزن الزائد يجب أن يخضعوا لحمية غذائية وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى علاجات خاصة".
وكانت تقارير منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن "المستحضرات التي تساعد على خفض الوزن، وتلك التي تحتوي على البروتين، أو تساعد على التخلص من مياه الجسم، وأدوية حرق الدهون وغيرها، تؤدي إلى مشاكل صحية عدة، وتساهم فقط في تحقيق الربح لمروجيها من دون أن تتم الاستفادة منها".