أكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن زراعة الذرة في مصر أصبحت من الزراعات التي لا يجني من ورائها المزارع سوى الخسائر، لارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع السعر نتيجة انخفاض الطلب، لذلك يفضل المزارع إما بيعه مبكرًا قبل تمام نضجه لاستخدامه كعلف للحيوان، أو فرمه وتخزينه بطريقة معينة ("سيلاج")، لتقديمه علفًا لمواشيه.
ويضيف لـ"العربي الجديد": "من الحلول التي اقترحناها مرات عدة ولم تجد آذانًا صاغية، أن نطبق نظام الزراعة التعاقدية، إذ تتولى الحكومة التسويق بسعر معلن قبل الزراعة، فلو زرعنا هذه المساحات بالذرة الصفراء، لتوصلنا لاكتفاء ذاتي، وخاصة أننا نستورد كل عام 9 ملايين طن".
ويرى نقيب الفلاحين أن سبب تعثر تطبيق هذا النظام كبار المستوردين والتجار، إذ إن لهم من النفوذ ما يتيح لهم وقف أي قرارات تحول دون تعظيم مكاسبهم.
ويقول خيري حسني: "زرعت حوالي فدانين ذرة هذا العام، وفضلت حصاد المحصول مبكرًا ( عيدان خضراء) لاستخدامه علفًا مخزنًا للمواشي، عن طريق ما يسمى بـ(السيلاج)، إذ يتم فرم الذرة الأخضر ميكانيكيًا، ثم تضاف إليه بعض المواد الكيميائية، كاليوريا وكربونات الكالسيوم (بودرة البلاط)، وتغطى بأكياس محكمة من البلاستيك لمدة شهرين، بعدها تصبح جاهزة للاستخدام".
ويشير إلى أنه يضطر لهذه العملية نتيجة تعرضه لخسائر أكبر حال بيعه بعد تمام نضجه، وخاصة بعد انصراف الناس عن صناعة الخبز المنزلي.
ويرفض المزارع إسلام أحمد بيع محصوله بعد تمام نضجه، إذ إنه يخزنه بعد تمام جفافه كي يستخدمه علفًا لمواشيه. ويلفت إلى أنه حال وصول سعر الأردب لـ400 جنيه (156كيلوغراما)، وبعد حساب تكاليف الزراعة، وجد المحصلة صفر، دون حساب مجهود الزراعة، علماً أنه مالك الأرض.
ويفضل تاجر المواشي أحمد محمد زراعة الذرة كل عام لتقديمه علفًا أخضر للمواشي، بعد فرم العيدان قبل تمام النضج، متوقعًا تراجع أسعار بيع المحصول هذا العام إلى 300 جنيه للأردب، بسبب زيادة المعروض وقلة الطلب، وخاصة أن تحويل الذرة هذا العام إلى علف أخضر تراجع عن الأعوام السابقة، ربما لتقلص عدد المربين بعد تراجع أسعار المواشي.
ويوضح أن بعض المزارعين يعرضون بيع محصولهم قبل تمام النضج بسعر 200 جنيه للقيراط، إلا أن الطلب ما زال محدودًا.
ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة بالذرة حوالي 2.5 مليون فدان، تشمل 1.5مليون فدان ذرة بيضاء، ومليون فدان ذرة صفراء.
وقدر تقرير لوزارة الزراعة الأميركية حجم واردات مصر من الذرة خلال العام المالي الماضي 2019/ 2020 بنحو 9.5 ملايين طن، بقيمة 1.5 مليار دولار.
وأشارت بيانات محلية إلى وصول واردات مصر من الذرة خلال النصف الأول من 2020 إلى 3.9 ملايين طن، بزيادة 600 ألف طن عن الفترة المماثلة من 2019، نتيجة ارتفاع عدد مصانع الأعلاف في مصر من 630 في عام 2017 إلى 1500 في نهاية الربع الأول من 2020، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة.