منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في الثامن من يوليو/تموز الماضي، قصفت طائرات الاحتلال أكثر من أربعين مسجداً، دمرت منها خمسة عشر بشكل كلي، ومن بينها مسجد شهداء الأقصى وسط المدينة، مما أدّى إلى تدمير المسجد كله وإلحاق أضرار بالغة في عشرات المنازل المحيطة به. واستهدفت غارة إسرائيليّة مسجد "الفاروق" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، كذلك قصف الطيران الإسرائيلي مسجد "الأبرار" مما أدى إلى تدميره تماماً.
وبالنظر إلى العدد الكثير من المساجد الأثرية في غزة والمخطوطات التي عثر عليها في مكتباتها، يتضح أن مدينة غزة كانت منارة للعلم، وإحدى أهم المدن في العالم الإسلامي التي تمسكت بتعاليمه وأنشأت لأجله مساجد كثيرة نجدها في أحياء غزة القديمة، على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بها جراء الحروب المتعاقبة، فقد كانت هذه المدينة مسرحا للكثير من الحروب الطاحنة.
مساجد غزة الأثرية
ورد في الموسوعة الفلسطينية أن "جامع عثمان بن عفان من مساجد مدينة غزة الأثرية، ويأتي بعد الجامع العمري الكبير من ناحية الحجم ومتانة البناء، ويقع في حي الشجاعية شرقي المدينة". ومن المساجد الأثرية أيضاً جامع كاتب الولاية الذي أنشأه كاتب الولاية العثماني أحمد بك، وهو ملاصق لإحدى الكنائس، إضافة إلى جامع الشمعة الذي يقع في حي الزيتون، ولم يبق منه أي أثر قديم.
وهناك أيضاً مسجد الشيخ عبد الله الأيبكي، ويقع كما ورد في كتاب "تاريخ غزة" في حي التفاح، ومسجد الشيخ خالد الذي يقع في منطقة الفواخير بحي الدرج. أما مسجد العجمي فيقع في حي الزيتون، ولم يبق من بنائه ما يحمل أي طابع أثري. هناك أيضاً مسجد السيدة رقية الواقع في حي الشجاعية، وجامع المحكمة البردبكية الذي بني في القرن التاسع، وكان مدرسة ثم تحول إلى محكمة للقضاء.
الجامع العمري الكبير
يعتبر هذا الجامع، مع مئذنته الرشيقة، من أكبر مساجد غزة الأثرية وأهمها. يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وكان في الأصل معبداً وثنياً، وقد كرسه البيزنطيون كنيسة، ومن ثم تحول إلى مسجد في القرن الثامن.
جامع السيد هاشم
يقع في حي الدرج، أو ما يسمى عادة بـ"مدينة غزة القديمة"، ويعد من أجمل جوامع غزة الأثرية وأكبرها، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظَلّات أكبرها ظلة القبلة وفي الغرفة التي تفتح على الظلة الغربية ضريح السيد هاشم بن عبد مناف، جدّ الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي توفي في غزة أثناء رحلته التجارية "رحلة الصيف". وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وجدده السلطان عبد الحميد سنة 1850 ميلادية، وسميت مدينة غزة "بغزة هاشم" نسبة إليه.