افترش أبو خديجة أرض ساحة الكنيسة للصلاة، ليؤكد لإخوانه المسيحيين، وكثير منهم أصدقاء يعتز بهم، تضامنه ومساندته، "لأقول لأصدقائي أمثال نضال عبود وغيره: نحن شعب واحد. لا فرق بين مسلم ومسيحي" على حد قوله لـ"العربي الجديد"، بعد أن أتم الصلاة.
وأضاف: "كيف لا نكون هنا اليوم، وقد كانوا معنا بالأمس على بوابات الأقصى وفي ساحاته، وعند أبواب الأسباط والسلسلة والناظر. طالما أن الخطر قائم فنحن هنا كتفا بكتف، ولا نخيّب آمالهم أبدا".
فتاة محجبة ظهرت من خلفه تؤدي هي الأخرى صلاتها، معبرة عن تضامنها مع الاحتجاج على ما يحيط بكنائس القدس من أخطار وأطماع. حملت الفتاة في يديها القرآن الكريم والكتاب المقدس، مرتدية الكوفية الفلسطينية.
في المكان نفسه، كان سائح أجنبي يلصق وجهه بباب الكنيسة المغلق، ليؤدي صلاته، قريبا من أبو خديجة والفتاة المحجبة. كل في صلاته يدعو أن يحفظ الله المكان من الأطماع التي تهدده.
أما المصلون من حجاج أوروبا المسيحيون الذين حضروا في ساعات الصباح الأولى وصلّوا وأضاؤوا الشموع، فقد عكسوا حبّاً دفيناً للمكان الأقدس في عيونهم، وكانوا أكثر رغبة في أن يركعوا عند صحن القيامة يلمسون حجارتها المقدسة حيث قام المسيح، وحيث كان بمقدورهم أن يلتقطوا صوراً بجوار لوحة رائعة الجمال تصور "العشاء الأخير".
هذه المشاهد، تزامنت مع تواجد مكثف لجنود الاحتلال الذين لم يرق لهم ما يرون من صلوات أبناء القدس، وقد وحّدتهم عروبتهم وانتماؤهم وعشقهم لمدينتهم.
وعلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، إجراءاتها لتحصيل نحو مائتي مليون شيقل بالعملة الإسرائيلية تعتبرها ديوناً على أديرة وعقارات وممتلكات للكنائس المسيحية في القدس المحتلة، وتشكيل ما سمّته "فريقاً مهنياً" للتوصل إلى حل، بعد أن تقوم بلدية الاحتلال في القدس بتعليق إجراءات التحصيل التي قامت باتخاذها في الأسابيع الماضية.
وتزامن إعلان القرار من قبل حكومة الاحتلال مع تظاهرة حاشدة انطلقت من حارة النصارى بالبلدة القديمة من القدس باتجاه كنيسة القيامة تنديداً بقرار بلدية الاحتلال في القدس جباية الضرائب على الكنائس، وشارك فيها مسلمون ومسيحيون من أبناء القدس.