07 سبتمبر 2019
مسيرات العودة.. بعطف أو بدونه
أحمد الكومي (فلسطين)
كان وعد بلفور أول خطوة لإقامة كيان لليهود في فلسطين، إذ صدر التصريح في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917، عبر رسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور، إلى زعيم الحركة الصهيونية، اللورد روتشيلد.
احتوت الرسالة على 67 كلمة، وعرفت باسم "وعد بلفور" الذي أعلن بعد عام من تقاسم الفرنسيين والبريطانيين الدول العربية، فيما عرفت باتفاقية سايكس بيكو.
تمر الذكرى 101 للوعد في عام استثنائي لها من جانبين: الأول أنها تأتي في خضمّ أطول مسيرة سلمية مدنية بدأت، ولا تزال ماضية على الطرف الفلسطيني منذ يوم الأرض 30 مارس/ آذار 2018. الثاني، أنها تأتي في وقتٍ يحلّ فيه وزراء الحكومة الإسرائيلية ورئيسها ضيوفاً في عواصم عربية. بل زاد على ذلك، تعيين سفيرة إسرائيلية في القاهرة لأوّل مرة بعد 13 من الرجال، تتحدث العربية، وحاصلة على شهادة في الدراسات الإسلامية.
النتيجة أننا أمام تهديد على جبهة وتقدّم على جبهات، وإزالة لكل خطوط بارليف الممتدة على الطريق الواصل من تل أبيب إلى عواصم عربية والعكس، ونهاية كل ذلك عبور منتصر للتطبيع.
لا تظهر غزة على "خريطة الخزي" هذه، فقد حُرقت صور وسيرة وتاريخ بلفور على الحدود الشرقية لها في الجمعة الـ32 لمسيرات العودة التي تتزامن مع الذكرى الـ101 للوعد، وحملت شعار "إسقاط وعد بلفور"، والتي ستكون على النقيض منه، أول خطوات إعادة الحق إلى أصحابه. مع فارق أن الأمر لن يسري بعين العطف؛ لأن كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود، كما قال الثائر الأحمر جيفارا. يعود الوطن بالمنازعة والتدافع والإشغال واجتماع السواعد، وأيضا بالكرّ والفرّ والكذب.
بكامل السلمية وبكامل العنف، مساواة بـ "بلفور" الذي كان السبب الرئيسي للنكبة عام 1948، حين قام الصهاينة بتهجير الفلسطينيين بقوة السلاح البريطاني، فالتاريخ يروي أن بريطانيا أنهت في العام 1947م ولايتها على فلسطين وفوّضت الأمم المتحدة بأمرها، وكان ذلك بعد أن درّبت جيشاً صهيونياً كبيراً مزوّداً بأحدث الأسلحة، ودرّبته بشتّى الوسائل العسكرية.
ما يعني أن النضال الفلسطيني من أجل العودة يكون استثناءً على قاعدة "العين بالعين"، وهو "قانون الانتقام" الذي تتوافق فيه العقوبة مع نوع وقدر الضرر.
لا يعني ذلك إلغاء السلمية وإخراجها من قاموس نضالنا، إنما هي إضافة ثورية حكيمة متأخرة. بل المطلوب الاستمرار فيه، حماية هذه السلمية بالسلاح، فمسيرات العودة السلمية لا يجب أن تكون اعتذاراً عن المقاومة المسلّحة، ولا تحولاً عنها.
يجب أن ترسّخ فكرة أن الفلسطيني لا يرحم، حين يتعلق الأمر بحقّه، بحريته، بأرضه، بكرامتكم جميعاً. أن يكون هو الضحية والجلاد معاً، لأن صراعنا هو مع عدوّ حيّ مموّل ومحمي الظهر.
إذا ما حظي الفلسطيني بدعمكم فهو ممتن، وإذا لم يكن، فسيمضي في نضاله في الحالتين.
احتوت الرسالة على 67 كلمة، وعرفت باسم "وعد بلفور" الذي أعلن بعد عام من تقاسم الفرنسيين والبريطانيين الدول العربية، فيما عرفت باتفاقية سايكس بيكو.
تمر الذكرى 101 للوعد في عام استثنائي لها من جانبين: الأول أنها تأتي في خضمّ أطول مسيرة سلمية مدنية بدأت، ولا تزال ماضية على الطرف الفلسطيني منذ يوم الأرض 30 مارس/ آذار 2018. الثاني، أنها تأتي في وقتٍ يحلّ فيه وزراء الحكومة الإسرائيلية ورئيسها ضيوفاً في عواصم عربية. بل زاد على ذلك، تعيين سفيرة إسرائيلية في القاهرة لأوّل مرة بعد 13 من الرجال، تتحدث العربية، وحاصلة على شهادة في الدراسات الإسلامية.
النتيجة أننا أمام تهديد على جبهة وتقدّم على جبهات، وإزالة لكل خطوط بارليف الممتدة على الطريق الواصل من تل أبيب إلى عواصم عربية والعكس، ونهاية كل ذلك عبور منتصر للتطبيع.
لا تظهر غزة على "خريطة الخزي" هذه، فقد حُرقت صور وسيرة وتاريخ بلفور على الحدود الشرقية لها في الجمعة الـ32 لمسيرات العودة التي تتزامن مع الذكرى الـ101 للوعد، وحملت شعار "إسقاط وعد بلفور"، والتي ستكون على النقيض منه، أول خطوات إعادة الحق إلى أصحابه. مع فارق أن الأمر لن يسري بعين العطف؛ لأن كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود، كما قال الثائر الأحمر جيفارا. يعود الوطن بالمنازعة والتدافع والإشغال واجتماع السواعد، وأيضا بالكرّ والفرّ والكذب.
بكامل السلمية وبكامل العنف، مساواة بـ "بلفور" الذي كان السبب الرئيسي للنكبة عام 1948، حين قام الصهاينة بتهجير الفلسطينيين بقوة السلاح البريطاني، فالتاريخ يروي أن بريطانيا أنهت في العام 1947م ولايتها على فلسطين وفوّضت الأمم المتحدة بأمرها، وكان ذلك بعد أن درّبت جيشاً صهيونياً كبيراً مزوّداً بأحدث الأسلحة، ودرّبته بشتّى الوسائل العسكرية.
ما يعني أن النضال الفلسطيني من أجل العودة يكون استثناءً على قاعدة "العين بالعين"، وهو "قانون الانتقام" الذي تتوافق فيه العقوبة مع نوع وقدر الضرر.
لا يعني ذلك إلغاء السلمية وإخراجها من قاموس نضالنا، إنما هي إضافة ثورية حكيمة متأخرة. بل المطلوب الاستمرار فيه، حماية هذه السلمية بالسلاح، فمسيرات العودة السلمية لا يجب أن تكون اعتذاراً عن المقاومة المسلّحة، ولا تحولاً عنها.
يجب أن ترسّخ فكرة أن الفلسطيني لا يرحم، حين يتعلق الأمر بحقّه، بحريته، بأرضه، بكرامتكم جميعاً. أن يكون هو الضحية والجلاد معاً، لأن صراعنا هو مع عدوّ حيّ مموّل ومحمي الظهر.
إذا ما حظي الفلسطيني بدعمكم فهو ممتن، وإذا لم يكن، فسيمضي في نضاله في الحالتين.
مقالات أخرى
01 يوليو 2019
18 يناير 2019
31 أكتوبر 2018