الخداع العسكري تكتيك معتاد في الحروب النظامية، لكنه في سلوك الجيش الإسرائيلي مع حزب الله، هذه المرة، لم يكن عملاً واعياً، فقد بدا انحطاطاً لرابع أقوى جيش في مواجهة جماعة غير نظامية.
تخوض المقاومة كل السبل التي تمكّنها من امتلاك مفاتيح السجون. ولا يجب الاعتقاد أن البحث عن العميل "غاربو" في غزة سهل، لكنها بهذا التكتيك رفعت كلفة العمل لدى جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)، وستضطره لمراجعة حماقته شرق خانيونس، وتقديم أسعار للإسقاط.
يجب أن ترسّخ فكرة أن الفلسطيني لا يرحم، حين يتعلق الأمر بحقّه، بحريته، بأرضه، بكرامتكم جميعاً. أن يكون هو الضحية والجلاد معاً، لأن صراعنا هو مع عدوّ حيّ مموّل ومحمي الظهر.
يمارس المواطن العربي حقه الفطري في السؤال، تحت قاعدة أن الأصل في الإنسان أن يسأل. كان ذلك قبل بناء معتقلات الرأي، وإطلاق سياط السلطان على ظهور من يحاولون الفهم.
كان الإسرائيليون في "سباق عدْو" إلى الملاجئ في المنطقة الشمالية، على وقع انطلاق صافرات إنذار من قذائف "غراد" سقطت في بحيرة طبريا، مصدرها مقاتلون لتنظيم الدولة الإسلامية يتحصّنون في جيب جنوب هضبة الجولان السورية. لتتشكل معها "خريطة تهديدات".
علينا أن نضع الخطط الاستراتيجية في كيفية استثمار الأجيال، بقدر اهتمامنا وانشغالنا باستثمار الأموال والعُمران؛ لأن "الشباب إذا لم يشتركوا في صنع الحياة، فهنالك آخرون سوف يجبرونهم علي الحياة التي يصنعونها".
لماذا نجد أنفسنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى الطابع العرفاتي في القيادة الحالية التي أصبحت في مواجهة الشعب، بعد أن كان في ظهرها، وأوصلت الفلسطيني إلى مرحلةٍ بات لا يأمن فيها على نفسه، لأن يقول إن الجائز شرعا، مرفوض حزبيا.
كان من الذكاء، أن يبحث المتآمرون عن الشريان الذي يمد حماس بالحياة، فكانت الثنائية الممثلة في اتصالها بالله عزوجل الذي أهّلها أن تكون حركة إنسانية خلوقة، واتصالها ثانيا بأبناء شعبها الذي جعلها تتمتع بجماهرية عريضة، وهي في عزِّ شبابها.
حماس في موقع المظلومية، فالعقل لا يخطئ ذلك، وهي الحركة الإسلامية السنّية التي تحمل لواء الوسطية، المضيّق عليها داخلياً من تنظيمات فلسطينية مخطوفة ومعروفة بعينها، والمحاربة عالمياً عبر أذرع عربية متآمرة.