أجمع إعلاميون استطلعت "العربي الجديد" آراءهم في القاعة المخصصة لتغطية أعمال "القمة التنموية: الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت، على أن مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قد بثّت الروح في القمّة بعد عزوف معظم القادة والزعماء العرب عن المشاركة فيها، باستثناء رئيس البلد المضيف ميشال عون، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وكانت وكالة "قنا" القطرية الرسمية قد أكدت وصول الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مدينة بيروت للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد دورتها الرابعة اليوم الأحد.
وكان في مقدمة مستقبلي الأمير لدى وصوله هو والوفد المرافق إلى مطار رفيق الحريري الدولي، الرئيس اللبناني العماد ميشال عون.
كما كان في الاستقبال جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، والدكتور بيار رفول وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية اللبنانية وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومحمد حسن الجابر سفير دولة قطر لدى لبنان، وحسن نجم سفير لبنان لدى دولة قطر وعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين.
وانطلقت أعمال القمة رسمياً في بيروت على مستوى القادة اعتباراً من العاشرة صباحاً، وأجمع الإعلاميون المشاركون في تغطيتها على أن المشاركة القطرية قد بدّلت موازين نجاح القمة بعدما كادت أهميتها أن تتلاشى بعد مسلسل انسحابات غالبية الزعماء والقادة.
مراسلة وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، دانة حلاوي، قالت إن حضور أمير قطر أعطى زخماً للقمة و"نستطيع القول إنه أصبح نجمها إعلامياً مع إعلانه المشاركة في آخر لحظة".
وأضافت حلاوي إن "لبنان بحاجة إلى هذه القمة، لا سيما إذا كانت النقاشات ستطاول مسألة إعادة النازحين مع ما لهذه القضية من تأثير اقتصادي وديموغرافي على لبنان"، مشيرةً إلى أنها تفضل انتظار نتائج القمة قبل الحكم عليها بالنجاح أو الفشل.
ولفتت إلى "أننا قبل القمة سمعنا بأنها ستفشل بسبب غياب سورية وليبيا وعدم مشاركة القادة من الدول العربية التي تعاني أصلاً من مشاكل دخلية، لا سيما في مصر والسودان، وكذلك السعودية التي لا تزال تعاني من تداعيات جريمة قتل الكاتب والصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول".
مراسل "قناة العالم" في بيروت، حسين عز الدين، قال بدوره إن "مشاركة أمير قطر أعطت القمة جرعة إنعاش لتأخذ صبغة قمة بعدما كادت أن تتحول الى اجتماع وزاري، وهذا ما يشكل دعماً للبنان على مستوى العهد (فترة حكم الرئيس ميشال عون)".
وأضاف: "يبدو أن أمير قطر لم يتأثر بكل التجاذبات السياسية التي أدت إلى انحسار عدد الزعماء العرب لحضور القمة، فكانت مبادرته نظراً لما يربط قطر بلبنان من علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة، فكان هذا الإصرار وهذا الموقف من أمير قطر على أن لبنان يبقى في صدارة الاهتمام العربي".
أما مراسلة "قناة الميادين" ومذيعة نشرتها الاقتصادية، أليسار كرم، فقالت عن المشاركة القطرية: "لا شك في أنها كانت مفاجأة إيجابية، وأعطت زخماً إيجابياً لقمة كانت الخيبة تلفها بسبب انخفاض مستوى التمثيل".
وانتهت كرم إلى تأكيد أن "مشاركة أمير قطر أعطت زخماً إيجابياً وجرعة أوكسجين قوية في اللحظات الأخيرة وأنعشت مستواها بقرار الأمير المشاركة شخصياً في أعمالها".
في السياق، قالت مديرة مكتب بيروت في تلفزيون "صوت العرب" الكويتي، جويل مارون، إن "أمير قطر فجّر مفاجأة وأعطى زخماً للقمة، لا بل أنقذها على مستوى التمثيل، وأكدت أن القمة تُعد ناجحة بمشاركة الرئيس اللبناني ميشال عون وأمير قطر والوفود رفيعة المستوى المشاركة في القمة المخصصة أصلاً لشؤون التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويشارك فيها وزراء الخارجية والاقتصاد والمالية".