كشف مصدر بارز في حزب "مستقبل وطن" المصري أن رئيس الحزب أشرف رشاد، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان، تلقّى إشارات من قيادات في جهاز الأمن الوطني، الذي يدير الحزب من وراء ستار، بضرورة تقديم استقالته من رئاسة الحزب خلال الأيام القليلة المقبلة، على وقع تورط الحزب في "فضيحة" توزيع السلع الغذائية على الناخبين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بطريقة "فجّة".
وقال المصدر في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن جهاز الأمن الوطني أصدر تعليمات إلى رؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة، وكذلك المعدين في البرامج الفضائية، بعدم نشر أي صور أو تصريحات أو أخبار نقلاً عن رشاد، وتطبيق حالة من "الحظر الإعلامي" عليه إلى حين التقدم باستقالته، هو ومجموعة من نواب البرلمان عن الحزب، وفي مقدمتهم وكيل اللجنة التشريعية في البرلمان أحمد حلمي الشريف، والنائبة مي محمود.
وأضاف المصدر أن ممارسات رئيس الحزب، وبعض كوادره، أساءت بشدة إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمام الرأي العام في الداخل والخارج، خصوصاً أن كافة منظمات المجتمع المدني وثّقت طباعة اسم وصورة الرئيس الحالي على "كراتين الغذاء" الموزعة على الناخبين خلال أيام الاستفتاء الثلاثة، فضلاً عن عمليات حشدهم بحافلات عليها شعار الحزب إلى اللجان الانتخابية للتصويت، مقابل الحصول على بعض السلع الغذائية.
ورداً على موقف وسائل الإعلام من عدم نشر تصريحاته، كتب رشاد على صفحته الشخصية عبر موقع "فيسبوك"، الجمعة، قائلاً: "لقد أجبرت نفسي على الصمت الهادئ حتى ينتهي الاستفتاء، ونحقق المراد في خدمة الوطن، والآن سأتحدث بعد أن أخلع عني رداء الحزب مؤقتاً، وصفتي السياسية، حتى أملك التعبير حراً برأي شخصي بحت بعد أن صمت العواء، وسارت القافلة، وشبع المغرضون قولاً وزوراً وتلبيساً سواء لشخصي أو للحزب".
وأضاف: "أتحدث من قلب مصري نشأ في الصعيد، وآثر الوطن ونصرته في كل محطات المسير، أتحدث وقد قال كل أعداء النجاح ما أملته عليهم أنفسهم المريضة، ولفق التهم كل من قتله غيظه حول ما نقدمه، من دون أن يكون له دور"، مستطرداً "أيها المبطلون، أنا رئيس حزب اعتلى قمة العمل السياسي في الساحة المصرية، ولم أكن قبل الدعوة للمشاركة في التعديلات الدستورية بلا دور... كما أنني لا ألعب الآن دوراً مرحلياً أو مؤقتاً، ولعل اتهامات الحاقدين ستكون تأريخاً لكل محطات العطاء لدينا".
وزاد: "الجميع يذكر العديد من الاتهامات بأننا حزب البطاطين في الشتاء، أو حزب المساعدات الاجتماعية، أو حزب معارض بيع السلع بسعر الجملة... كل اتهام يسجل، ويسوق لعملنا، ونعود إليه الآن لإثبات أننا لم نكن متطوعين الآن، أو خادمين للشعب في هذا الصباح فقط... ولم أحزن على اتهامنا في التعديلات الدستورية بالكراتين زوراً لشراء الأصوات، وكأننا نشارك لأول مرة في عمل مجتمعي خدمة لشعبنا".
Facebook Post |
وكان رشاد قد قال في تصريحات إعلامية سابقة إن توزيع الحزب للسلع الغذائية على المواطنين، بالتزامن مع أيام التصويت على التعديلات الدستورية "جاء بمبادرة من بعض نواب البرلمان في الحزب، كنوع من المساعدة الخاصة بشهر رمضان، ولا تتعلق بالاستفتاء بأي حال من الأحوال، كما روجت المواقع الإلكترونية لجماعة الإخوان، والقوى المعادية لمصر، لتشويه صورة الحزب أمام الرأي العام"، حسب زعمه.
وسبق أن كشف مصدر مطلع في حزب "مستقبل وطن" لـ"العربي الجديد"، أن الحزب وزع قرابة 10 ملايين "كرتونة" سلع غذائية على الناخبين، بغرض حملهم على المشاركة في الاستفتاء، مبيناً أن تكلفة الكرتونة تبلغ 45 جنيهاً في المتوسط، أي أن التكلفة الإجمالية تصل إلى 450 مليون جنيه، تحملتها أجهزة في الدولة، ورجال أعمال، ونواب في البرلمان، وأصحاب متاجر كبرى، في مختلف المحافظات، على حد قوله.