مصر: تحالف "دعم الشرعية" في مهب الانقسام

02 اغسطس 2014
التحالف تعرض لضغوط أمنية من النظام (محمود خالد/Getty)
+ الخط -
تُعيد أحزاب سياسية مصرية منضوية في إطار "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الموالي للرئيس المعزول، محمد مرسي، النظر في جدوى الاستمرار في التحالف؛ ففيما قرر حزب "الوطن"، المنشق عن حزب "النور" السلفي، الانسحاب، لا يزال حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، يدرس الأمر.

وكشف قيادي بارز في حزب "الوطن" السلفي، أن "الحزب، اتخذ قراراً بالانسحاب من التحالف، لكن إعلان القرار مؤجل إلى حين الانتهاء من ترتيبات معينة، حرصاً على عدم إرباك التحالف والرافضين للانقلاب".

ولم يفصح القيادي في الحزب، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن أسباب قرار الحزب بالانسحاب من التحالف، تاركاً ذكر التفاصيل والأسباب حتى الإعلان الرسمي، مشيراً إلى وجود تنسيق وتفاهم مع التحالف حول الأمر. كما رفض القيادي نفسه، شرح كيفية التفاهم، الذي أشار إليه.

من جهته، اعتبر القيادي بالحزب راضي شرارة أن "الحزب من حقه اتخاذ موقف بالانسحاب من التحالف من عدمه، والمشاورات قائمة والبت في الأمر مؤجل".

بدوره، يعقد حزب "البناء والتنمية" اليوم السبت، اجتماعاً لمناقشة الاستمرار في التحالف أو الانسحاب منه خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن تقييم أداء التحالف خلال العام الماضي، والبحث عن بدائل جديدة للبقاء في صفوف المعارضة، غير أن الاتجاه الغالب داخل الحزب هو الاستمرار في التحالف، بحسب تصريحات قادة الحزب.

ويطرح الحزب تقييماً للوضع القائم على الساحة السياسية، وجدوى الاستمرار في التحالف من عدمه، كلما تقتضي الحاجة لذلك. وأفاد المتحدث باسم الحزب أحمد الإسكندراني، بأن "الحزب لم يتخذ قراراً سواء بالانسحاب من التحالف أو خلاف ذلك، نظراً لأن الأمر محل نقاش داخلي وفق أرضية أوسع من دائرة اتخاذ القرار المتمثلة في الهيئة العليا والمكتب السياسي".

وأضاف الإسكندراني أن "الحزب يظل في صفوف المعارضة، وهو ما يبدو واضحاً من اتجاهات قادة الحزب في المحافظات والقواعد، بيد أن الحزب يعكف على تقييم دوره في التحالف، أو إيجاد صيغة جديدة للبقاء في صفوف المعارضة للنظام الحالي".

وكان القائم بأعمال رئيس الحزب، أحمد عمران، عقد لقاء مع قادة الحزب في محافظات الصعيد قبل يومين لمتابعة الأمر، فضلاً عن إعادة ترتيب الوضع الداخلي عقب القبض على أبرز القيادات. كما عقد الحزب اجتماعات مع مختلف القطاعات على مستوى الجمهورية للغرض نفسه.

وبالنسبة لاحتمال تغيير الحزب موقفه نحو الانسحاب من التحالف عقب القبض على قياداته، أكد المتحدث الرسمي أن "الحزب وقياداته تعلم سابقاً أن هناك استهدافا مباشراً لهم من النظام، وكل شيء كان في الحسبان"، نافيّاً تأثر قرارات الحزب باعتقال القيادات والأعضاء.

غير أن مصادر في الحزب أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الحزب تلقى طلبات من بعض القيادات والأعضاء في المحافظات للانسحاب من التحالف خلال الفترة المقبلة، للحيلولة دون استهداف الحزب، لكن الاتجاه الغالب داخل الحزب، هو الاستمرار في التحالف والتمسك بشرعية مرسي. وتعرّضت أحزاب "التحالف الوطني" الى ضغوط أمنية، أكثر من مرة على مدار العام الماضي منذ عزل مرسي.
دلالات