قال شركاء في حقل لوثيان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، اليوم الأحد، إنهم وقعوا خطاب نوايا غير ملزم مع مجموعة بي.جي البريطانية، لتصدير غاز لمحطة الغاز الطبيعي المسال، التابعة للمجموعة في مصر، لتوريد سبعة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا لمدة 15 عاماً.
يأتي الاتفاق الجديد بعد ستة أسابيع فقط من اتفاق وقّعه الشركاء في حقل الغاز الطبيعي "تمار"، الواقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، خطاب نوايا مع شركة يونيون فينوسا جاس (يو.اف.جي) لتصدير ما يصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز على مدى 15 عاماً إلى محطات للغاز الطبيعي المسال في مصر.
وأوضح الشركاء في "لوثيا"، في بيان صحفي، إن المفاوضات الجارية تهدف إلى توريد الكميات محلّ الاتفاق، عبر خط أنابيب غاز عبر البحر المتوسط.
وقال مصدر، في قطاع الطاقة الإسرائيلي، إن قيمة الاتفاق قد تصل إلى نحو 30 مليار دولار.
وحسب محللين " سيكون ذلك من أضخم الاتفاقات لقطاع الطاقة الإسرائيلي الناشئ وسيساعد الشركاء على تطوير لوثيان الذي تقدر احتياطياته بنحو 19 تريليون قدم مكعبة من الغاز (530 مليار متر مكعب) ومن المتوقع أن يدخل الخدمة في 2017. ومن المقرر تصدير جزء كبير من الاحتياطيات".
وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، سيلفان شالوم، قد قال في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إنّهم يبحثون تصدير الغاز إلى مصر، التي تبدي اهتماماً بالتعامل معهم في هذا الشأن، وهو ما نفته حكومة حازم الببلاوي في مصر آنذاك.
ومنذ عام 2008 وحتى أبريل/نيسان 2012، كانت مصر تصدر كميات كبيرة من الغاز للاحتلال الإسرائيلي، بأسعار أقل بكثير من السعر العالمي، في إطار صفقة مشبوهة يُحاكم في إثرها عدد من رموز نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك.
وتستغرق مفاوضات مصر مع مصدري الغاز، فترات طويلة دائماً، تتخطى العام في بعض الأحيان، كما هو الحال في مفاوضاتها مع الجزائر، لكن المباحثات مع الاحتلال الإسرائيلي تأخذ شكلا منفردا من حيث سرعة الوصول إلى اتفاقيات.
وأدى الانخفاض المطرد في انتاج الغاز، إلى جانب توخي الشركات الأجنبية الحذر من زيادة استثماراتها في مصر، فضلا عن دعم الأسعار ونمو الاستهلاك،، إلى أسوأ أزمة في الطاقة تشهدها مصر منذ عقود.
وفي غضون ذلك، قال مصدر في الشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية (إيجاس)، اليوم الأحد، إن بلاده ستؤجل استقبال شحنات من الغاز المسال لنحو شهرين، لعدم وصول المحطة العائمة، التي ستحول الغاز المسال إلى حالته الطبيعية في الموعد المقرر في سبتمبر/ايلول المقبل.
وكانت مصر قد أعلنت، في مايو/أيار الماضي، فوز شركة هوج النرويجية بمناقصة لتزويد البلاد بأول محطة عائمة لاستقبال شحنات الغاز المسال المستورد وتحويله إلى غاز طبيعي.
وكان من المقرر وصول المحطة في أول سبتمبر/أيلول، في إطار عقد يستمر خمس سنوات مع هوج، ويوفر حدا أقصى قدره 500 مليون قدم مكعبة يومياً.
لكن المصدر، في إيجاس، قال لرويترز اليوم:"لم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائي مع هوج. المحطة لن تصل في سبتمبر/أيلول كما تم الإعلان عنه من قبل. ستصل خلال أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني".
وكانت مصر قد اتفقت مع شركتي جازبروم الروسية، وإي.دي.إف الفرنسية، على توريد نحو 12 شحنة من الغاز المسال للبلاد، بداية من سبتمبر/ أيلول المقبل، بالإضافة إلى خمس شحنات من سوناطراك الجزائرية.