دانت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، اليوم الخميس، توقيف الأديب المعروف علاء الأسواني، في مطار القاهرة، ومصادرة رواية "الغريب" للأديب الفرنسي الراحل ألبير كامو.
واعتبرت الشبكة، في بيانها، أنه ينبغي على النائب العام المصري اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف "الانتهاكات والممارسات البوليسية لوزارة الداخلية ضد المواطنين المصريين في مطار القاهرة التي وصلت لحد توقيف الأديب البارز والكاتب الصحفي الدكتور علاء الأسواني، في مطار القاهرة مساء أمس لنحو ساعتين ونصف، وتفتيشه ومصادرة أحد كتبه ورواية "الغريب" للأديب الفرنسي الراحل الحائز على جائزة "نوبل"، ألبير كامو، فضلاً عن تفتيش جهاز الكمبيوتر المحمول وجهاز التابلت (الجهاز اللوحي) الخاص به، من دون مسوغ قانوني ومن دون احترام للقانون".
وكان الأسواني عائداً إلى مصر من نيويورك، عبر الخطوط الملكية الأردنية، عقب إلقائه بعض المحاضرات والتكريم في ثلاث جامعات أميركية (برنستون ودارتموث ونيويورك) وافتتاحه ورشة كتابة إبداعية هناك، وحين هبطت الطائرة في مطار القاهرة قادمة من العاصمة الأردنية عمان، حيث توقف ترانزيت، فوجئ بتوقيفه في المطار وقيام نحو عشرة أفراد شرطة بتفتيشه ومصادرة رواية ألبير كامو التي يستخدمها في التدريس لطلابه وكتاب آخر من كتبه.
وقال علاء الأسواني للشبكة "اصطحبني الموظف للتفتيش، وهناك لجنة مكونة من حوالي عشرة أشخاص فتحوا حقيبتي وتم تفتيشها بدقة بعد إخراج كل محتوياتها. تمت مصادرة كتاب صادر لي بالإنكليزية ومصادرة رواية "الغريب" لألبير كامو التي كنت أدرسها لطلبتي الأميركيين! شرحت لهم أن ألبير كامو مات من زمان وليس خطراً على السيسي (الرئيس عبدالفتاح السيسي). بعد ذلك، أخذوا اللاب توب والتابلت. قلت لهم افتحوهم أمامي لكن مش حتاخدوهم أبدا. الغريب أن كل الموجودين اعتذروا وقال لي دي أوامر باشا من فوق".
يذكر أن وقائع التوقيف والمنع من السفر في المطار من دون أسباب قانونية ولكن بتعليمات أمنية، باتت شبه منهجية للمنتقدين والمعارضين، ولم تعد تستثني أكاديميين أو كتّاباً أو محامين، إذ تم توقيف الدكتور ممدوح حمزة والدكتور حسن نافعة في أوقات سابقة، لتكتمل بتوقيف الأديب علاء الأسواني، مساء أمس.
واعتبرت الشبكة العربية أنه "لن تتوقف انتهاكات وزارة الداخلية سوى بقيام النائب العام بممارسة دوره في التصدي لخرق القانون وانتهاكه، وتجاهل وقائع كهذه يزيد من ظاهرة الإفلات من العقاب، وكذلك فقدان الثقة في مؤسسة العدالة وسيادة القانون، والفضيحة هي الاستهانة بالقانون وعدم معاقبة من ينتهكه، وليس الإعلان عن الانتهاك، ونعي أن النائب العام يفهم ويعلم ذلك، فهل يتحرك".
وأكدت الشبكة العربية إدانتها الانتهاك، وأعلنت تضامنها مع الأسواني، وأسفها لأن "يبلغ الاستهتار بالقانون مداه بالتضييق على أديب لا يملك سوى قلمه، يحترمه العالم ويحتفي به، في حين يناصبه النظام المصري العداء ويستهين بحقوقه".