توعد طلاب "القوى الثورية" في الجامعات المصرية، بتصعيد الحراك الطلابي الثوري داخل الجامعات وخارجها، واستمرار انتفاضة 19 مارس/آذار حتى مطلع أبريل/نيسان المقبل.
وكان عدد من الجامعات المصرية قد شهد، أمس الأربعاء، اقتحامات أمنية وإطلاق الغاز والخرطوش من قبل قوات الداخلية، لتفرقة التظاهرات الطلابية التي اندلعت احتجاجاً على الانقلاب العسكري، ما أدى إلى سقوط نحو عشرة قتلى وعشرات الجرحى والمعتقلين في صفوف الطلاب.
وأكدت حركة "طلاب ضد الانقلاب" أن انتفاضة 19 مارس، "لم تكن مجرد يوم ثوري ينتهي بانتهاء تظاهرات واحتجاجات أمس، إنما هو بداية لموجة ثورية جديدة داخل الجامعات وفي ساحات الميادين بالقاهرة والمحافظات، وتستمر إلى بداية أبريل المقبل، بالتنسيق مع مختلف الحركات والتكتلات الطلابية والشبابية من أجل توحيد الصف الثوري".
وقال المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب" في الجامعات المصرية، إبراهيم جمال: "إن العنف المفرط من جانب قوات الأمن في مواجهة تظاهرات الطلاب لن يؤدي إلى تقويض الحراك الثوري، إنما إلى إشعاله، وتحفيز كل الأحرار إلى النهوض والانتفاضة في يوم ثوري جديد، يستمر فيه دفع الثمن بدماء الطلاب".
وأضاف جمال أن اليوم الخميس، سيشهد فعاليات ثورية نوعية بالجامعات لا ترتبط بالوقت أو المكان ولن يُعلن عنها إلا قبل انطلاقها بدقائق قليلة، وسيستخدم الطلاب كال الوسائل السلمية المتاحة أمامهم لمواجهة الداخلية دون أن ينجرّوا إلى استخدام العنف، مؤكداً أن على قرارات التعامل مع عنف الأجهزة الأمنية أن تستند إلى اللا مركزية ، حيث إن كل تظاهرة يكون القرار فيها مسؤولية من يشاركون فيها فقط وفقاً لرؤيتهم للمشهد على أرض الواقع.
وفي جامعة الزقازيق، قال المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب"، احمد ناصف إن اليوم الأول كان دامياً، اقتحمت فيه الداخلية الجامعات بسيارات الغاز والمدرعات وجنود الأمن المركزي، وقوات خاصة ملثمة، وأطلقت النار دون تمييز تجاه الطلاب، وأصابت الطلاب في مدرجاتهم وأماكن تجمعهم، وسقط طلاب لم يشاركوا أساساً في التظاهرات، وقرر رئيس جامعة الزقازيق الدكتور عبد الله الشيخ استخدام البلطجية والكلاب البوليسية لتفتيش الطلاب ونشر الرعب في قلوبهم، كان اليوم الأول من الانتفاضة الطلابية أشبه بالحرب.
ويضيف ناصف، أن مطالب الطلاب في جامعة الزقازيق تنطوي على تطهير أروقة الإدارة من كل الوجوه المحسوبة على النظام السابق، وعلى رأسهم رئيس الجامعة المحسوب على نظام مبارك، ويدعم الانقلاب بكل ما أوتي من سلطة، وإقالة مدير الأمن المدني الذي ثبت تورطه في التعامل مع الداخلية من أجل قتل واعتقال الطلاب، وتلك المطالب يصر الطلاب عليها وستتحقق عاجلا كان أو آجلاً.
حصاد مر
وأعلنت التكتلات الطلابية الرافضة للانقلاب عن حصاد اليوم الأول في الانتفاضة الطلابية أمس، بمقتل رقية هاشم، طالبة بالفرقة الأولى كلية الإعلام متأثرة بإصابتها في 25 يناير الماضي أثناء فعاليات الذكرى الثالثة للثورة، والطالب عمرو كفافي بالصف الثاني الإعدادي أثناء مشاركته في مسيرة مناهضة للانقلاب.
كما تم تأكيد الحكم على الطالب إبراهيم العزب بالاعدام في قضية "خلية السويس"، وفي بني سويف تم اعتقال 14 طالباً، وإصابة 3 طلاب بالرصاص الحي، فضلاً عن عشرات الإصابات بالخرطوش، وفي الإسكندرية تم رصد 8 إصابات بالخرطوش واعتقال 5 طالبات، وإصابة طالب بالرصاص الحي، وعشرات الاختناقات جراء الإطلاق الكثيف للغاز.
وفي جامعة القاهرة أصيبت 3 طالبات بالرصاص الحي نتيجة اقتحام الشرطة لكلية هندسة وإطلاقها الرصاص والخرطوش تجاه الطلاب، وسقوط عشرات الإصابات بالخرطوش، منهم حالة خطرة بالعين، فضلاً عن 35 حالة إغماء نتيجة الغاز المسيل للدموع.
وفي أسيوط، شهد ميدان "أسماء الله الحسنى" سقوط عشرات الإصابات بالخرطوش والرصاص الحي، واعتقال طالبين على خلفية مشاركتهم في تظاهرات حاشدة ضد الانقلاب العسكري. وفي جامعة الأزهر، سقط قتيل من الطلاب، وعشرات الاصابات والاعتقلات نتيجة اقتحام الحرم الجامعي والمدينة الجامعية للطالبات وإطلاق الخرطوش والغاز لتفرقة التظاهرات، أمس.